(فصل): [في السنة النبوية]
  في قصة عائشة(١) حين نبحتها كلاب الحَوْأَب(٢)، وقصة يحيى(٣) بن عبدالله #
(١) عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين، عقد بها رسول الله ÷ بمكة، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين، وتوفي الرسول ÷ وهي في ثماني عشرة سنة، وفيها ورد: «أيتكن تنبحها كلاب الحوأب» بمهملة، وفي رواية: «إياك أن تكونيها يا حميراء»، فلما بلغته سألت عنه فقيل: الجوأب بالجيم، وكانت أول كذبة في الإسلام. وهي معدودة من أصحاب الألوف، ولما خرجت على أمير المؤمنين # أسرها وأحسن أسرها، رعاية لحق رسول الله ÷، توفيت سنة ثمان وخمسين عن خمس وستين. (لوامع الأنوار باختصار).
(٢) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: فلفق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابياً جعلا لهم جعلاً وشهدوا أن هذا الماء ليس بماء الحوأب، وكانت هذه أول شهادة زور في الإسلام. انتهى. وذكر معنى ذلك المسعودي في مروج الذهب، وذكر أن طلحة والزبير أقسما بالله إن ذلك ليس بالحوأب، وقال أبو بكر العربي في العواصم: فشهد طلحة والزبير أن ليس هذا ماء الحوأب وخمسون رجلاً إليهما وكانت أول شهادة زور دارت في الإسلام. انتهى. وذكر ذلك الحميري في الروض المعطار، وقال اليعقوبي في تاريخه: فأتاها القوم بأربعين رجلاً فأقسموا بالله إنه ليس بماء الحوأب، وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: وأتى عبدالله بن الزبير فحلف بالله لقد خلفته أول الليل وأتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك.
(٣) الإمام أبو الحسين يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط، أخو الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية ÷. دعا # بعد قتل الإمام الحسين بن علي [الفخي]، وكان في الوقعة التي قتل فيها، وأصيب ذلك اليوم بثمان وسبعين نشابة التي استقرت في درعه، وخرج # بعدها إلى اليمن وجال في البلدان، فدخل اليمن، وأقام في صنعاء شهوراً، وأخذوا عنه علماً كثيراً، ودخل بلاد السودان ووصل بلاد الترك، فتلقاه ملكها بأعظم ما يكون من الإكرام، وأسلم على يديه سراً وبث يحيى # دعاته في الآفاق فجاءته كتبهم ببيعة مائة ألف من المسلمين فيهم الفقهاء والعلماء، فقال يحيى: لا بد من الخروج إلى دار الإسلام، فخرج إلى جبال الديلم. فلما استقر في بلاد الديلم وافاه من المائة سبعون رجلاً، وبلغ الخبر هارون، فضاقت عليه الأرض برحبها، وقطع الخمر، وأظهر العبادة. واغتاله، وغدر به في قصة طويلة، واختلف كيف وقع قتله. أبسُمٍّ أم بالجوع أم خنقوه، أم بنوا عليه، أم كيف كانت القضية، أم دفن حياً في الأرض، والله المنتصف له من ظالمه. (التحف باختصار). وقال في الإفادة عند ذكر الإمام: كان # إذا فرغ من صلاة العشاء الآخرة سجد سجدة إلى قرب السَّحر، ثم يقوم فيصلي اهـ.