(فصل): [في السنة النبوية]
  حين شهدوا عليه زوراً أنه عَبْدٌ لهارون(١) اللعين.
  (واشترط غيرهم) أي: غير أئمتنا $ (عدداً محصوراً على خلافات بينهم) في تعيين أقل ذلك فقيل: عشرة، وقيل: اثنا عشر، وقيل: عشرون، وقيل: أربعون، وقيل: سبعون، وقيل: ثلاثمائة وبضع عشرة، وقيل غير ذلك.
  (قلنا: حصولُ العلم ثمرتُه) أي: ثمرة العدد (فاعتبرناها)؛ إذ هي المقصود (دون العدد) فلا ثمرة لتعيينه؛ (لعدم الفائدة) فيه من دون العلم.
  قال (أئمتنا $: ولا يحصل العلم بالأربعة خالياً عن السبب).
  ويحصل بالخمسة عند الجمهور، وتوقف الباقلاني فيها.
  وقالت (الظاهرية: بل يحصل العلم بخبر الواحد مطلقاً) أي: سواء قارنه سببٌ يصدقه أو لا.
  وقال (النَّظام) من المعتزلة: يحصل العلم بخبر الواحد (إن قارنه سبب) يصدقه، وإلَّا فلا.
  (وقيل:) بل يحصل العلم (بأربعة) مطلقاً. وتردد في ذلك الباقلاني.
(١) هارون، المسمى بالرشيد. خامس بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ونصب سنة ١٧٠ هـ، وهو ذو جبروت وبطش، في عهده قتل الكثير من آل البيت منهم الإمام يحي بن عبد الله بن الحسن، الذي أعطاه عهد أمان، ثم غدر به وقتله في سجنه، ومنع عنه الطعام حتى مات. حكم ٢٣ سنة وشهران وأيام. توفي في طوس. (معجم رجال الاعتبار باختصار). وذكر في الشافي أن ممن قتل هارون من أهل البيت $ إدريس بن عبدالله قتله بالسم وعبدالله بن الحسن بن علي المسمى بالأفطس حبسه عند جعفر بن يحيى فقدم اليه رأسه في هدايا النيروز، ومحمد بن يحيى بن عبدالله حبسه فمات في حبسه، والعباس بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين ضربه بالجرز [(١)] حتى مات وموسى الكاظم بن جعفر الصادق أمر الفراشين من النصارى غموه في فرش حتى مات وإسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن حبسه فمات في حبسه [وغيرهم]، ولا جرم للمقتول والمسموم إلا صلاحه وفضله. انتهى باختصار.
[١] الجرز: العمود من الحديد. (معجم وسيط).