[بيان من هم العترة]
  وقد روى الحاكم أبو سعيد المحسن بن كرامة في كتاب تنبيه الغافلين عن أبي سعيد الخدري(١) قال: لمَّا نزل قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ}[طه ١٣٢] كان النبي ÷ يأتي باب فاطمة وعلي سبعة أشهر فيقول في وقت كل صلاة: «الصلاة يرحمكم الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا»(٢).
  وروى الحاكم(٣) المحدث الكبير أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني | في كتاب شواهد التنزيل روايات كثيرة تفيد التواتر على أن المراد بأهل البيت أهل الكساء $:
(١) سعد بن مالك بن سنان الأنصاري، أبو سعيد الخدري، مشهور بكنيته، وهو من مشهوري الصحابة وفضلائهم المكثرين في الرواية، معدود من أهل الصفّة، غزا مع رسول الله ÷ اثنتي عشرة غزوة، أولها الخندق، واستصغر يوم أحد. توفي بالمدينة سنة أربع وسبعين، وله أربع وتسعون. قلت: وقد ثبت أنه من المفضلين لأمير المؤمنين #. (لوامع الأنوار باختصار).
(٢) ذكره في تنبيه الغافلين، ورواه الثعلبي في تفسيره، وتفسير الطبري، وتفسير ابن كثير، وتفسير الخازن، وتفسير السيوطي وعزاه إلى ابن مردويه وابن النجار وابن المنذر وغيرهم، ورواه في تفسير الألوسي، ورواه الترمذي في سننه عن أنس وحسنه وقال: وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة. انتهى. ورواه أحمد في مسنده، وأبو يعلى في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم في المستدرك وصححه، والطبراني في الكبير، وعبد بن حميد في مسنده، والطيالسي في مسنده، والخطيب في المتفق والمفترق، وابن البطريق في العمدة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والمحب الطبري في ذخائر العقبى، وأحمد بن حنبل في الفضائل وغيرهم، وهم يذكرون ستة أشهر، ثمانية أشهر، تسعة أشهر، سبعة عشر شهراً، وقد روي أيضاً عن أبي سعيد، وأبي برزة.
(٣) عبيدالله بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان، القرشي، العامري، النيسابوري، أبو القاسم الحنفي الحاكم، قال الذهبي في (تذكره الحفاظ): الحسكاني، القاضي، المحدث، الحافظ الحاكم، أبو القاسم، شيخ متقن، ذو عناية تامة بعلم الحديث، وكان معمراً عالي الإسناد، صنف في الأبواب، وجمع، توفي من بعد السبعين وأربعمائة، ووجدت له مجلساً يدل على تشيعه وخبرته بالحديث، وهو تصحيح خبر رد الشمس لعلي #. (طبقات الزيدية باختصار).