[بيان من هم العترة]
  وافق الكتاب وشهد له بالصواب صَحَّ عندنا وأخذنا به، وما كان أيضاً من الحديث مما رواه أسلافنا أباً عن أبٍ عن علي ¥ عن النبي ÷ فنحن نحتج به، وما كان مما رواه الثقات من أصحاب محمد ÷ قبلناه وأخذنا به وأنفذناه، وما كان خلاف ذلك لم نره صواباً ولم نقل به. انتهى.
  وعن الحارث(١) الأعور أنه دخل على علي # فقال: إن الأحاديث قد كثرت، فقال: قد فعلوها! سمعت رسول الله ÷ يقول: «تكون فتنةٌ تكثر فيها الأحاديث» فقلت: يا نبي الله فما المخرج؟ فقال: «كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحُكْمُ ما بينكم ...» الخبر(٢)، ذكره في (السفينة) وغيرها.
  وإنما كان هذا القول أصحَّها (لقوله ÷): «ألا وإنه سيُكذب عليَّ كما كُذِبَ على الأنبياء من قبلي، (فما رُوي عني فاعرضوه على كتاب الله ..» الخبر).
(١) الحارث بن عبد الله الهمداني الحوتي - بضم المهملة وبالمثناة الفوقية - أبو زهير الكوفي الأعور، قال أبو بكر بن أبي داود: الحارث أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس، تعلم الفرائض من علي بن أبي طالب، وقال السيد أحمد بن عبد الله الوزير: لا يمتري أهل البيت $ في عدالة الحارث وجلالته وفضله، وقال غيره: هو صاحب علي # وأحد شيعته. انتهى. توفي سنة خمس وستين. (طبقات الزيدية الجامع لما تفرق من علماء الأمة المحمدية باختصار).
(٢) رواه أبو طالب # في الأمالي، والمرشد بالله # في الأمالي، ورواه الإمام المهدي محمد بن المطهر بن يحيى # في عقود العقيان عن علي #، والشرفي في المصابيح، والكوفي في المناقب، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الحسن عن علي #، والخطيب في تاريخ بغداد، والدارمي في سننه عن الحارث عن علي #، والبغوي في شرح السنة كذلك، والبزار في مسنده، والفريابي في فضائل القرآن، وابن عدي في الكامل، ورواه الترمذي في سننه، والطبراني في الكبير عن معاذ بن جبل، وأبو نعيم في الحلية، والدارقطني في العلل، والبيهقي في شعب الإيمان، وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن أبي شيبة، والدارمي، والترمذي وضعفه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الأيمان عن علي ... إلخ، وقال أيضاً: وأخرج الترمذي وابن مردويه عن علي قال: قيل لرسول الله ÷ ... إلخ، وقال: وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن الحارث الأعور ... إلخ، وقال: وأخرج محمد بن نصر والطبراني عن معاذ بن جبل ... إلخ. انتهى.