عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بيان من هم العترة]

صفحة 98 - الجزء 2

  رجل منافق مُظْهِرٌ للإيمان مُتَصَنِّعٌ بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج يكذب على رسول الله ÷ متعمداً، فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله، ولكنهم قالوا: صاحب رسول الله ÷ رآه وسمع منه ولقف عنه فيأخذون عنه.

  وقد أخبرك اللهُ عن المنافقين بما أخبرك، ووصفهم بما وصفهم به لك ثم بقوا بعده # فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فَوَلَّوْهُم الأعمال وجعلوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلَّا من عَصَمَهُ الله، فهذا أحد الأربعة.

  ورجل سمع من رسول الله ÷ شيئاً لم يحفظه على وجهه فَوَهِمَ فيه ولم يتعمد كذباً، فهو في [يديه]⁣(⁣١) يرويه ويعمل به ويقول: أنا سمعته من رسول الله ÷، فلو علم الناس أنه وهم فيه لم يقبلوا منه، ولو عَلِمَ هو أنه كذلك لرفضه.

  ورجل ثالث سمع من رسول الله ÷ شيئاً يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه نهى عن شيءٍ ثم أمر به وهو لا يعلم؛ فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.

  وآخر رابع لم يكذب على الله ø ولا على رسوله مُبغضٌ للكذب خوفاً لله وتعظيماً لرسوله ÷ ولم يَهِمْ به، بل حفظ ما سمعه على وجهه فجاء به على ما سمعه ولم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنب


= ثم قال: وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعثمان والزبير وسعيد بن زيد وعبدالله بن عمر وأنس وجابر وابن عباس وأبي سعيد وعمرو بن عنبسة، وعقبة بن عامر، ومعاوية، وبريدة وأبي موسى وأبي أمامة وعبدالله بن عمر والمقنع وأوس الثقفي. انتهى. ورواه أبو داود في سننه عن الزبير، وابن ماجه في سننه عن ابن مسعود وأنس وجابر وأبي سعيد، ورواه الحاكم في المستدرك عن عتبة بن غزوان وأبي قتادة وعلي # وغيرهم، ورواه النسائي في سننه عن علي # وعن ابن عمر وأنس وأبي هريرة، ورواه غيرهم كثير.

(١) في الأصل و (ب): «يده»، وما أثبتناه من (أ).