(فصل): [في النسخ والبداء]
  ووجه النسخ عند (قدماء أئمتنا $ لأن لله [تعالى] أن يستأدي شكره وهو الامتثال) أي: له أن يطلب أداء شكره وهو الامتثال لأمره ونهيه (والتعظيم) له جل وعلا (بما شاء من العبادات) فله أن يرفع حكماً منها ويُثبت غيره مكانه، كما قال تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة ١٠٦]، أي: ما نُبَدِّل من حكم آية بالنسخ له نأت بخير منها أو ننسها، أي: نتركها بحالها لا نُغَيِّر شيئاً مما حكمنا به فيها. هكذا ذكره عبدالله(١) بن الحسين بن القاسم # في كتاب الناسخ والمنسوخ.
  قال: وكذلك قال الله تعالى في موضع آخر: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[الرعد ٣٩]، أي: أصل ذلك وجملته مثبتاً في علمه لا يعزب عنه شيءٌ مما نُسِخَ ولا مما لم يُنسخ ولا مما وقع الحكم به ومضى ولا مما لم يقع بعد به ولم يمض. انتهى.
  قلت: ومع ذلك فإنه تعالى لا يرفع حكماً ويُبدل غيره إلَّا لحكمةٍ ومصلحةٍ راجعةٍ إلى العباد.
  (ولكون غيرها) أي: غير العبادات من الشرائع (مصالح) للمكلفين (وهي تختلف باختلاف الأحوال) أي: صفات المكلفين ونحوها (والأشخاص) أي:
= عالماً بالتفسير وبغيره من صنوف العلم، [مولده ووفاته] (٢٥٤ - ٣٢٢ هـ) (الأعلام للزركلي باختصار). وذكر في التحف أنه كتب للإمام الداعي محمد بن زيد #.
(١) السيد الإمام الحجَّة عبدالله بن الحسين العالم بن القاسم ترجمان آل الرسول بن إبراهيم بن إسماعيل، صنو الهادي إلى الحق #، والوارد معه إلى اليمن، المسمَّى بصاحب الزعفرانة؛ لرؤيا رآها بعض الصَّالحين أنه عاتبه في ترك زيارته، مع أنه لم ينبت الزعفران في قبر أحد غيره، كان عالماً مستجمعاً لخصال الفضل، وجعله العلماء أحد فضائل يحيى بن الحسين # وقالوا: حسبُه مطاوعة عبدالله له على جلالة قدره، فإنه أعلم أهل زمانه، وأفضلهم، وله كتاب (الناسخ والمنسوخ). وتوفي بـ (اليمن) في تاريخ ... [٣٠٠ هـ تقريباً. (الجامع الوجيز)]، وقبره بصعدة. (مطلع البدور باختصار).