عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في النسخ والبداء]

صفحة 130 - الجزء 2

  الله لا يسع أحداً جهلُها؛ لأن الحكيم لا يُهمل خلقه مع ما يرى من اختلافهم.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب حقائق المعرفة: اعلم أنه لَمَّا كانت النبوَّة لا تحصل لأحدٍ بعد رسول الله ÷، وأن الله قد ختم به الرسل، وكان الناس محتاجين إلى من يقوم مقام النبي ÷ ينفذ الأحكام، ويحل الحلال ويحرم الحرام، ويكفل الضعفاء والأيتام، وينصف المظلوم من الظالم، ويدعو إلى عز الإسلام وبناء المكارم، ويدفع كل خائن وغاشم، ويدعو إلى الجهاد في سبيل الله رب العالمين، ويعز المؤمنين ويذل الفاسقين - حَكَمَ العقل بوجوب قيام إمام من المؤمنين لصلاح الإسلام والمسلمين، وحَكَمَ العقل أنه إن لم يقم إمام أن الإسلام يضعف وأن الكفر يتقوَّى وأن الفساد يلحق جميع الناس، فوجب قيام الإمام بعد النبي ÷، وكذلك القول إذا مات الإمام أو قتل أنه يجب قيام إمام بعده إلى آخر الدهر، وحكم العقل أيضاً بأن الإمام بعد النبي ÷ يكون مختاراً ولا يكون في الأُمة من هو أجمع منه للمحامد. انتهى.

  وقال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة # في جواب من سأله: وأمَّا كون أكثر الشريعة مروياً من طريق الآحاد - نقول: لا شك فيه ولا مرية، لكن نائم أنت أم يقظان؟ إنما أنت في الإمامة وهي من مهمات أصول الدين فلا يُقبل فيها إلَّا الأخبار المتواترة المعلومة، كما روينا في خبر الغدير والمنزلة وأنهما من الأخبار المعلومة بالضرورة، كحج النبي ÷ واعتماره، وأمره بالخمس الصلوات، ومقادير أصول الزكاة، فلو شَغب في ذلك شاغب لَعُدَّ مجنوناً إلَّا أن يُعلم عقله كان مرتداً كافراً لإنكاره ما عُلم من رسول الله ÷ ضرورة. انتهى، وقد بسطنا القول في هذه المسألة في الشرح لأنها من مهمات أصول الدين.

  قال #: (هي) أي: الإمامة (لغة: التقدم). يقال: أمَّ القومَ فلانٌ، أي: تقدمهم على وجه يقتدون به. ومنه إمام الصلاة.

  (وشرعاً) أي: في عرف أهل الشرع: (رياسة عامة) أي: على جميع الناس