عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [شروط صاحب الإمامة]

صفحة 149 - الجزء 2

  بما ذكرناه أنه لا بُدَّ أن يكون الإمام مجتهداً.

  وقالت (الحشوية: لا يُشترط) في الإمام (العلم رأساً) وإنما يشترط عندهم القهر والغلبة. قال الإمام المهدي # في (الغيث): والعجب ممن يرى فضل النووي⁣(⁣١) في العلم والورع مع كونه من أهل هذا المذهب.

  قال في منهاجه الذي صَّنفه في الفقه في بيان ما تنعقد به الإمامة ما هذا لفظه: [تنعقد]⁣(⁣٢) بالغلبة ولو فاسقاً أو جاهلاً في الأصحِّ، فأوجب طاعة الجُهال والفُسَّاق والائتمام بهم. انتهى.

  (لنا) عليهم (الإجماع والآية كما مرَّ).

  (و) السادس من شروط الإمامة: (الورع) وهو الإتيان بالواجبات والانتهاء عن المحرمات، وملَاكُ النفس [عند⁣(⁣٣)] ذلك.

  قال الإمام يحيى #: ولا يُشترط بلوغه في الورع أعلى المراتب، ولكن مقدار ما يحصل به مجانبة الكبائر وترك الأمور المسترذلة؛ فلا تصح إمامة الفاسق ومن يفعل ما لا يفعله إلَّا أهل الفسق، كالبول في السكك والشوارع، والإصرار على ما يظن كونه معصية، قال: وإذا كان الشاهد يُجرح بذلك فالإمام أولى.

  (خلافاً للحشوية) فإنهم لا يشترطون العدالة.

  (لنا قوله تعالى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}) فأخبر الله تعالى أن الإمامة التي هي عهد الله وأمانته لا تنال الظالمين، وكيف يصح أن يكون الإمام ظالماً وإنما شُرِعَ نصبُهُ لدفع الظلم.


(١) يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني، النووي، الشافعي، أبو زكريا، محيي الدين: علامة بالفقه والحديث. مولده ٦٣١ هـ ووفاته ٦٧٦ هـ في نوى (من قرى حوران، بسورية) وإليها نسبته. تعلم في دمشق، وأقام بها زمناً طويلا. من كتبه: تهذيب الأسماء واللغات والمنهاج في شرح صحيح مسلم. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) من (أ، ب).

(٣) في (أ، ب): على.