عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [شروط صاحب الإمامة]

صفحة 150 - الجزء 2

  وكيف يقوم الظل والعود أعوج

  وكما لا يجوز في حكم الله ø أن يجعل المتقين كالفجار، ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين؛ فكذلك لا يجوز في حكمه أن يجعل المتقين أتباعاً للفجار، وأن يجعل المفسدين أئمة للمصلحين.

  (و) السابع: (اجتنابُ المهن المُسترذلة) كالدباغة والحجامة والحِياكة، (خلافاً للحشوية).

  (قلنا: اختلت العدالة) بذلك (والإجماع) ممن يُعتد به (على اعتبارها)، وقول الحشوية ساقط؛ لمخالفته العقل والنقل.

  وبعض أهل المذهب يأتي بلفظ العدالة ويريد بها الورع والسخاء والشجاعة.

  (و) الثامن: (الأفضلَّية) فيكون الإمام أفضل أهل زمانه أو كأفضلهم؛ (لقوله ÷: «من وَلَّى رجلاً وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله في أرضه»)⁣(⁣١)، وإذا كان هذا في حق الإمام إذا وَلَّى غيره في الأعمال فكذلك في الإمام نفسه. وهذا قول جمهور أئمة الزيدية وبعض المعتزلة.

  قال في المحيط: أجمعت الزيدية والإمامية على أن إمامة المفضول لا تجوز، وأن الإمام يجب أن يكون أفضلهم، لا يجوز أن يُعدل عنه إلى غيره بوجهٍ من الوجوه، وإليه ذهب أكثر المرجئة وقوم من المعتزلة منهم الجاحظ.

  وقالت المعتزلة: إنَّ الإمامة يستحقها الفاضل الذي يُعرف فضله بأكثر


(١) روى قريباً منه أبو طالب # في الأمالي، والمرشد بالله # في الأمالي عن ابن عباس من جملة حديث وفيه: «ومن استعمل عاملاً وهو يعلم أن في المسلمين أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين»، وروى قريباً منه أيضاً الحاكم في المستدرك عن ابن عباس وصححه بلفظ: «من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين، وروى حديث ابن عباس هذا البيهقي في سننه، وابن أبي عاصم في السنة.