عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بيان من هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل]

صفحة 165 - الجزء 2

  المسجد فلم يُعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله ÷ فلم يُعطني أحد شيئاً، وعلي كان راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يَتَخَتَّم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي ÷، فلما فرغ النبي ÷ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}⁣[القصص ٣٥]، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي أشدد به أزري».

  قال أبو ذر: فوالله ما استَتَمَّ رسول الله ÷ الكلام حتى هبط عليه جبريل # من عند الله وقال: يا محمد، هنيئاً ما وهب الله لك من أخيك، قال: «وما ذاك يا جبريل؟» قال: أمر الله أُمتك بموالاته إلى يوم القيامة، وأنزل عليك قرآناً {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}⁣[المائدة ٥٥]، ثم ذكر الحاكم روايات أخر في هذا المعنى إلى أن قال: قال أبو مؤمن: لا خلاف بين المُفسرين أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي #.

  (وورد) الخطاب في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (بلفظ الجمع من باب إطلاق العام على الخاص) لأن المراد به علي #، وذلك جائز كما سبق تقريره.

  (ونظيرُهُ قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ..}) الآية [المنافقون ٧] فإنه قد أطلق لفظ العام فيها على الخاص، وذلك (لأن المَعْنِيَّ بها عبدالله⁣(⁣١) بن أُبَيٍ وحْدَه)؛ لأنه الذي قال ذلك دون غيره (لنقل


(١) عبدالله بن أُبَيّ المشهور بابن سلول، وسلول جدته لأبيه، رأس المنافقين. من أهل المدينة. (الأعلام للزركلي باختصار).