عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بيان من هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل]

صفحة 166 - الجزء 2

  المفسرين ذلك) أي: كونه المقصود بها وحده، ذكر ذلك في الكشاف وغيره.

  ومثله قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}⁣[آل عمران ١٧٣]، فالمراد بالناس في الأول نُعيم⁣(⁣١) بن مسعود الأشجعي فقط؛ لأنه هو الذي قال ذلك ذكره في الكشاف.

  وقيل: المراد بالناس عبد القيس، والله أعلم.

  (وكلمة ولي) في الآية الكريمة (مشتركة بين معانٍ): منها: الولي، نقيض العدو.

  ومنها: الولي بمعنى الناصر والحفيظ، قال تعالى: {إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ}⁣[الأعراف ١٩٦] أي: ناصري وحافظي.

  ومنها: الولي بمعنى مالك التصرف، وهو كل من إليه الولاية في كل شيء، أي: الرئيس الذي يلي التصرُّف، وعلى هذا ورد قوله تعالى: {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ}⁣[الأنفال ٣٤].

  ومنها: الولي بمعنى الأَوْلَى.

  ومنها: الولي بمعنى المطر الذي يعقب الوسميّ؛ لأنه يليه.

  (فيجب حملها) أي: كلمة «ولي» (على جميع⁣(⁣٢) معانيها الغير الممتنعة) فيكون المراد بها هنا هذه المعاني كلها ما خلا المطر، وذلك (على قاعدة أئمتنا $ والجمهور) من غيرهم في أن المشترك يُحمل على جميع معانيه إن لم تصرف عن بعضها قرينة. قال القرشي في المنهاج: الظاهر من كلام أهل البيت $ وهو قول أبي علي والقاضي والشافعي والباقلاني أنه يصحُّ من حيث القصد ومن حيث اللغة أن يريد الحكيم باللفظ المشترك كِلَا مَعْنَيَيه إذا تجرَّد عن القرينة.

  وعند أبي الحسين والرازي يجوز من حيث القصد لا من حيث اللغة.


(١) نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي: صحابي ... قدم على رسول الله ÷ سراً أيام الخندق واجتماع الأحزاب، فأسلم. ومات في خلافة عثمان. وقيل: قتل يوم الجمل قبل قدوم علي إلى البصرة. (الأعلام للزركلي باختصار). [والآية نزلت قبل أن يسلم، في بدر الصغرى].

(٢) في الشرح الكبير: كل.