[ذكر بعض الأحاديث الدالة على إمامة علي #]
  (وهذا خبر متواتر مُجْمَعٌ على صحته) عند الموالف والمخالف، ومن وقف على طرفٍ من علم الحديث عَلِمَ صحة تواتره.
  وقد أورد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة [#] في (الشافي) في سند هذا الحديث ما يزيد على مائة طريق من صحيح البخاري ومسلم والنسائي وأبي داود وابن حنبل ومناقب ابن المغازلي(١) وتفسير الثعلبي(٢) وغير ذلك مما يطول ذكره، ثم رفعه إلى اثني عشر رجلاً ممن سمعه من لسان رسول الله ÷ في ذلك الموقف.
  ثم قال #: وهذا قد تجاوز حَدَّ التواتر.
= بهرتني طرقه فقطعت بوقوعه. انتهى. وعده السيوطي في الأحاديث المتواترة، وقال الغزالي في كتابه سر العالمين: لكن أسفرت الحجة عن وجهها وأجمع الجماهير على خطبة يوم الغدير، وذكر الحديث واعترف به ابن حجر في صواعقه أنه رواه ثلاثون صحابياً ... إلخ. انتهى من اللوامع. هذا، وقد رواه الترمذي في سننه، وابن ماجه في سننه، والنسائي في سننه وخصائصه، وأحمد بن حنبل في مسنده وفضائله، وابن أبي شيبة في مصنفه، والحاكم في المستدرك، والطبراني في الثلاثة، وأبو يعلى في مسنده، وابن أبي عاصم في السنة والبزار في مسنده، والخطيب في المتفق والمفترق، وفي تاريخ بغداد، وابن حبان في صحيحه، والبخاري في التاريخ، وأبو نعيم في الحلية، والضياء في المختارة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن عبدالبر في الاستيعاب، ومعمر بن راشد في جامعه، وابن قانع في معجمه، وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد، وغيرهم كثير جداً، وأكثرهم روى الحديث بطرق عديدة عن عدد من الصحابة، وأكثرهم روى مناشدة علي # لمن سمع الحديث عن النبي ÷ من الصحابة، وفي بعضها: فقام ثلاثون صحابياً، وفي بعضها فقام اثنا عشر بدرياً وغير ذلك. هذا، وقد ذكر الحديث جمال الدين الزيلعي في كتابه تخريج أحاديث الكشاف عن أربعة وستين صحابياً رفعوه إلى النبي ÷، ذكرهم بأسمائهم وذكر أسانيدهم وأحاديثهم وهي من طرق المخالفين، ولم يذكر كثيراً من الذين ذكرهم المولى الحسن بن الحسين الحوثي # في تعليقه على الشافي وغيره كعلي # وفاطمة الزهراء # وعمر بن الخطاب وبريده بن الحصيب وامرأة زيد بن أرقم وأبي ذؤيب الهذلي وعمرو بن شراحيل وغيرهم.
(١) أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب الجلابي المعروف بابن المغازلي، من أهل واسط العراق، غرق ببغداد في الدجلة في صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وحمل ميتاً إلى واسط فدفن بها. (الأنساب للسمعاني باختصار).
(٢) أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق: مفسر، من أهل نيسابور له اشتغال بالتاريخ. من كتبه (الكشف والبيان في تفسير القرآن - خ) يعرف بتفسير الثعلبي. (الأعلام للزركلي باختصار). وقال في الجداول: عداده في ثقات الشيعة، توفي سنة سبعة وعشرين وأربعمائة.