مؤمن ومؤمنة، فلما سمع ذلك معاوية [لعنه الله⁣^(⁣١)] بن أبي سفيان اتكأ على المغيرة بن شعبة⁣^(⁣٢) وقام وهو يقول: لا نُقِرُّ لعلي بولايةٍ ولا نُصَدِّقُ محمداً في مقالة، فأنزل الله تعالى على نبيه: {فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى ٣١ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٤}⁣[القيامة] تهدُّداً من الله تعالى وانتهاراً؟ فقالوا: اللهم نعم. انتهى⁣^(⁣٣).

  وما رواه بريدة الأسلمي⁣^(⁣٤) قال: غزوت مع علي ¥ إلى اليمن فرأيت منه جفوةً، فقدمت فذكرتُ علياً فَتَنَقَّصْتُهُ فجعل النبي ÷ يتغير وجهه وقال: «يا بُريدة، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلت: بلى، يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»⁣^(⁣٥). أخرجه أبو الحسين⁣^(⁣٦) عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي | في مجموعه. وقد أشار إلى هذا الإمام شرف الدين # بقوله في (القَصَصِ الحق):

= والرازي في تفسيره، والمحب الطبري في ذخائر العقبى.

(١) ساقط من (ب).

(٢) المغيرة بن شعبة. كان سبب إظهاره الإسلام أنه صحب قوماً، فاستغفلهم وهم نيام وقتلهم وأخذ أموالهم وهرب؛ فقدم المدينة وأظهر الإسلام، وكان الرسول ÷ لا يرد على أحد إسلامه. وهو الساعي لصرف الأمر عن أهل البيت $، وختم أيامه بالدعاء إلى بيعة يزيد، وشهد عليه بالزنا فتلجلج الرابع، وهو زياد بن أبيه. مات سنة خمسين. (لوامع الأنوار باختصار).

(٣) رواه في شواهد التنزيل عن فرات الكوفي، ورواه فرات الكوفي في تفسيره.

(٤) بريدة بن الحصيب الأسلمي، أسلم قبل بدر، وشهد خيبر. توفي بمرو سنة اثنتين وستين، وهو آخر الصحابة موتاً بخراسان. (لوامع الأنوار باختصار).

(٥) رواه المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في مجموعه، والإمام الحسن في أنوار اليقين والكوفي في المناقب، ورواه أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، والحاكم في المستدرك وصححه، وأبو نعيم في المعرفة، والمحب الطبري في الرياض النضرة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والنسائي في الخصائص، وابن أبي شيبة في مصنفه، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأحمد بن حنبل في الفضائل، وذكر له الألباني في السلسلة الصحيحة ثلاث طرق وصحح الأولى والثانية على شرط الشيخين والثالثة قال: ورجاله ثقات.

(٦) أبو الحسين، عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي الدمشقي. مولده كان في ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة. ومات في ربيع الأول سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وله تسعون سنة. (سير أعلام النبلاء باختصار).