[ذكر بعض الأحاديث الدالة على إمامة علي #]
  ........... ... أضحى يُثَنيِّهِ ... البيت(١)
  وروى الفقيه حُميد الشهيد في (محاسن الأزهار) بإسناده إلى جعفر بن محمد الصادق @ أنه سُئل عن معنى هذا الخبر فقال جعفر: سُئل عنه رسول الله ÷ فقال: «اللهُ مولاي أولى بي مِنْ نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه»(٢).
  (وبيان الاستدلال به) أي: بالخبر (أن كلمة «مولى» مشتركة بين معانٍ من جملتها: ما لك التصرُّف)، بل هو الغالب عليها؛ بدليل سبق الفهم إلى [ذلك(٣)] عند قولنا: فلان مولى القوم ومولى الدار ومولى القرية، أي: سيدهم ورئيسهم.
  ومن جملتها: المُعْتِقُ اسم فاعل، والمُعْتَقُ اسم مفعول، وبمعنى المُوِدِ يُقال: هذا مولى فلان أي: مُوِدُّهُ، وبمعنى الناصر، ومنه قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}[محمد ١١]، أي: ناصرهم، وبمعنى ابن العم، وبمعنى المحالف قال النابغة الجعدي(٤):
(١) أول البيت ما لفظه:
من مثل ما كان في حج الوداع وفي
يوم الغدير الذي أضحى يثنيه
(٢) رواه المؤيد بالله # في أماليه بسنده إلى الناصر للحق # مسنداً إلى جعفر الصادق #. ذكره الإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، ورواه الفقيه حميد في محاسن الأزهار بسنده إلى المؤيد بالله #.
(٣) في (ب): إليه.
(٤) قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري، أبو ليلى: شاعر مفلق، صحابي، من المعمرين. اشتهر في الجاهلية. وسمي «النابغة» لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الاسلام. ووفد على النبي ÷ فأسلم، وأدرك صفين، فشهدها مع علي [#]. ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها نحو ٥٠ هـ وقد كف بصره، وجاوز المائة. وأخباره كثيرة. (الأعلام للزركلي باختصار).