[شبه من يعتقد إمامة غير علي # والرد على ذلك]
  جانب بعيد عنها، فلا يصحُّ قياس إحداهما على الأخرى؛ (بدليل أنها) أي: الإمامة الصغرى (تصحُّ من المماليك) ومن غير المجتهد ومن الأعمى ونحوه.
  (وإن سُلِّمَ) أنه يصح قياس إحداهما على الأخرى على استحالته (ففي الرواية الصحيحة: أن النبي ÷ لم يأمره) بالصلاة بالناس (وإنما أمرته عائشة).
  روى العنسي في المحجة(١) عن زيد بن علي # أنه سُئل عن صلاة أبي بكر بالناس في مرض النبي ÷؟ فقال: ما أمر النبيُ ÷ أبا بكر أن يُصلي بالناس(٢). وروى صاحب المحيط بإسناده إلى موسى(٣) بن عبد الله عن أبيه عن جده(٤) عن أبيه عبدالله(٥) بن الحسن # في خبر الوفاة بطوله إلى أن قال:
(١) في (أ): المحجة البيضاء.
(٢) ورواه أبو العباس الحسني # في المصابيح، والإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي.
(٣) هو موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، كان عابداً ورعاً زاهداً فقيهاً راويةً للحديث جامعاً لخصال الفضل والكمال، مستحقاً للإمامة عند أهل الكمال، وكان مفزعاً لأهل الفضل، كان سعيد الحاجب أخذه وأخذ ابنه إدريس وأخذ ابن أخيه محمد بن يحي بن عبدالله بن موسى وأبا الطاهر أحمد بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن على زين العابدين وحملهم يريد بهم العراق، فلما كان بزبالة دس سماً فقتله وأخذ رأسه رحمة الله عليه وحمله إلى المهتدي في المحرم سنة ٢٥٦ هجريه. (الشافي باختصار).
(٤) هو موسى الثاني بن عبد الله. من هامش (أ).
(٥) عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، يكنى أبا محمد، كان شيخ بني هاشم، والمقدم فيهم وذا الكثير منهم فضلاً، وعلماً وكرماً. أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين @، ولد في بيت فاطمة بنت رسول الله ÷ في المسجد. وهو الذي صلى الفجر بوضوء العشاء ستين سنة. حبسه أبو الدوانيق ثلاث سنين، وألقى تحته ثلاث حقائب من حقائب الإبل محشوة تبناً لياتي بولديه محمد وإبراهيم @ فيقتلهما، وبقي في الحبس إلى أن قتل | سنة خمس وأربعين ومائه، عن خمس وسبعين سنة، وهو أحد السبعة المدفونين بشاطئ الفرات الذين روي عن رسول الله ÷ فيهم أنه قال: «يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخِرون». قال في الشافي: ولقد قيل لبُشير الرحال: لم خرجت على أبي جعفر؟ قال: أدخلني ذات يوم بعض البيوت، فنظرت إلى عبدالله بن الحسن مسموراً بالمسامير إلى الحائط، فخررت مغشياً عليَّ إعظاماً لما رأيت، وأعطيت الله عهداً لا يختلف عليه سيفان إلا =