[شبه من يعتقد إمامة غير علي # والرد على ذلك]
  {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ}[الفتح ٢٠].
  ومن فسَّر قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ} أي: قوله تعالى: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا} فقد غلط غلطاً ظاهراً.
  قال #: (سلّمنا) تسليم جدل ومجاراة للخصم وإن كان محالاً أن المَعْنِيَّ بقوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ} هم المتخلفون عن غزوة تبوك، فلا يلزم من ذلك أن يكون جميع المتخلفين عن غزوة تبوك لم يدعهم النبي ÷ فيكونوا المرادين بقوله تعالى: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا} لأن الكلام حينئذٍ يحتمل (أنه ÷ لم يدع طائفة منهم، لكنه قد دعا من عدا تلك الطائفة) التي لم يدعها (منهم) أي: من متخلفي غزوة تبوك؛ لأن الآية لم تمنع إلَّا طائفة من المتخلفين لا كلهم، فالمَعْنِيُّ بقوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ} من عدا تلك الطائفة يدعوهم النبي ÷؛ لأنَّ متخلفي غزوة تبوك قد قسَّمهم الله تعالى طوائف، يدل عليه قوله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ}[÷] إلى قوله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ} أي: من المُخلفين.
  و «مِنْ» موضوعة للتبعيض، فهات الدليل على أن الطائفة المتخلفة المخصوصة بقوله تعالى: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا} هي المرادة(١) بقوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ ..} الآية؟ ولا دليل هيهات.
  وهذا على الفرض بأن قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ ..} الآية المراد بها آية براءة وهو محال كما سبق من(٢) تاريخ نزول السورتين، وذلك واضح.
  وقال (سائرهم) أي: سائر مَنْ ذهب إلى إمامة أبي بكر وعمر وعثمان غير من تقدم ذكره: (بل الإجماع) من الناس دليل على إمامة الثلاثة، أما أبو بكر
(١) في (أ، ب): هي المراد.
(٢) في الأصل و (أ): في تاريخ، وما أثبتناه من (ب).