[شبه من يعتقد إمامة غير علي # والرد على ذلك]
  فأجمعت الأُمة على بيعته يوم السقيفة بعد المنازعة، فآل أمرهم إلى الوفاق. وأما عمر فلما نصَّ عليه أبو بكر لم ينازعه أحد. وأما عثمان فلما جعلها عمر شورى بين الستة المعروفين ورضيت الأُمة بفعله ثم تراضى الستة بتفويض عبد الرحمن فيمن اختار فرضي عثمان وبايعه كان إجماعاً.
  (قلنا: دعوى الإجماع باطلة؛ لاشتهار خلاف أمير المؤمنين كرم الله وجهه وأهل بيته $ وشيعتهم سلفاً يعقبهم خلف إلى الآن) وذلك أن المشهور في كتب التواريخ أنه وقع هناك من الاختلاف والمنازعة ما لا يُنكره إلَّا مكابر، وذلك بعد أن تركوا أمر رسول الله ÷ في تنفيذ جيش أُسامة، وقد جعل ÷ أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وكبار المهاجرين والأنصار وغيرهم تحت رايته وضيَّق عليهم في الخروج معه ولم يُرخص لهم في المقام بالمدينة، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول، وهو ÷ عليل، فلم يتركهم يشتغلون به وما يَؤُول أمره إليه، بل كان يقول «أنفذوا جيش أُسامة أنفذوا بعث أُسامة»(١).
(١) في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم # وسألته: هل كان أبو بكر وعمر في بعث أسامة بن زيد وكيف هذا؟ فقال: قد كانا جميعاً في جيشه وبعثه. وفي كتاب تثبيت الإمامة للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #، وقال ÷: «أنفذوا جيش أسامة ولا يتخلف عن جيش أسامة إلا من كان عاصياً لله ورسوله»، فلما صار أسامة بعسكره على أميال من المدينة بلغهم مرض رسول الله ÷ فرجع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فلما دخلوا على رسول الله ÷ تغير لونه وقال: «اللهم إني لا آذن لأحد أن يتخلف عن جيش أسامة» وهمَّ أبو بكر بالرجوع إلى أسامة واللحوق به فمنعه عمر. انتهى. وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار في حديثه عن بعث أسامة وشدد في تنفيذه غاية التشديد وتوعد على التخلف عنه نهاية الوعيد وكان في جملته أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وغيرهم من المهاجرين والأنصار غير أهل بيت النبوة وتخلف المذكورون عن الجيش وكان من أمر السقيفة ما كان وجميع ذلك معلوم للأنام متفق على نقله بين أهل الإسلام. انتهى. قال البلاذري في أنساب الأشراف: وكان في جيش أسامة أبو بكر وعمر ووجوه من المهاجرين والأنصار وروى ذلك اليعقوبي في تاريخه وابن سعد في الطبقات وابن هشام في سيرته وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن أبي شيبة في مصنفه والمتقي الهندي في كنز العمال وغيرهم وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة. وروى أمر النبي ÷ بتنفيذ بعث أسامة الطبراني في الكبير والبيهقي في سننه وابن حبان في الثقات وعبدالرزاق في مصنفه =