عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فرع:) [في حكم من تقدم الوصي #]

صفحة 206 - الجزء 2

  ومثلها مسألة الإمامة، بل أولى؛ لأنهم لم يقعدوا في دَسْتِ الخلافة إلَّا متعمدين غير ساهين، ولأن أدلة الإمامة يجب ظهورها كما سبق ذكره.

  وأما من ادَّعى على غيره أنه قتل أباه فقال: كان ذلك خطأً؛ فهو إقرارٌ منه بالقتل، والقول قوله في أنه خطأ، نصَّ عليه المرتضى #، وذكره القاضي زيد⁣(⁣١) والأستاذ والفقيه محمد⁣(⁣٢) بن سليمان والفقيه حسن⁣(⁣٣)؛ لأن الأصل براءة الذمة من القصاص. وقال أبو جعفر: الظاهر العمد؛ لأن الظاهر في فعل كل عاقل العمد، فهي مسألة غير ما أراده الإمام #.

  (وبوجوب) أي: ومعارض ذلك الأصل الذي هو الجهل بوجوب (حمل علماء الصحابة ¤ على السلامة) من ارتكاب المعصية (من عدم الإخلال منهم بتعريفهم) أي: تعريف المتقدمين على علي # أنهم مخطئون في ادَّعائهم الإمامة؛ لأنه يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحمل علماء الصحابة على أنهم قد عرَّفوهم ذلك؛ (إذ مثل ذلك) التعريف (واجبٌ) عليهم؛ (لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}) [البقرة ١٥٩]، فيبعد


(١) زيد بن محمد بن الحسن الكلاري بمهملة نسبة إلى كلار من بلاد الجيل، القاضي، العالم، الزيدي، صاحب الشرح المعروف. (طبقات الزيدية الكبرى باختصار). والشرح هو المعروف بشرح القاضي زيد.

(٢) الفقيه العلامة إمام المذاكرين، محمد بن سليمان بن أبي الرجال، المتوفى عام ثلاثين وسبعمائة. (لوامع الأنوار). وفي مطلع البدور: توفي محمد بن سليمان | في النصف الآخر من جمادى الآخرة سنة ثلاثين وسبعمائة، وقبر عند جبان العيد المعروف بالمشهد قبلي (صعدة) المحروسة.

(٣) إمام الشيعة الأعلام، وحافظ علوم العترة الكرام، شيخ الإسلام، الحسن بن محمد النحوي، الصنعاني المدحجي، المتوفى عام أحد وتسعين وسبعمائة. كانت حلقته في فقه آل محمد تبلغ زهاء ثلاثين عالماً ومتعلماً في حلقة واحدة. وكان أشد الناس مودة لآل محمد، وأكثرهم تعظيماً لهم وتوقيراً. ونقل عنه أنه كان يقول: إذا لم يكن في حلقة قراءتنا من أهل البيت أحد اعتقدته خداجاً، ونقصاً. ومن مؤلفاته: التيسير في التفسير، والتذكرة الفاخرة. (لوامع الأنوار باختصار).