[تعريف علم الكلام وما يلحق بذلك]
  كالوجدان للألم واللَّذَّة - ليخرج ما أُدْرِكَ(١) بها كالملموس والمشموم والمسموع والمُبْصَرِ والمطعوم والألم واللَّذَّة، (سواء توصل إليه) أي: إلى ذلك الإدراك المطابق (بها) أي: بالحواس الخمس وما يلحق بها، كما في حقنا، (أم لا) كما في حق الباري تعالى.
  قال #: وهذا الحد إنما يَصْدُقُ على إدراك المعلومات، لا على المعلومات ولا على ما تدرك به؛ إذ العلم يطلق على المعلومات وعلى إدراكها، تقول: علمت الشيء، حين تدركه بعقلك، وعلى ما تدرك به المعلومات، فنحن نعلم بعلم رَكَّبَهُ الله فينا. قال: وهذا على سبيل المجاراة لمن حَدَّ العلم. انتهى.
  قلت: ولعل من ذهب إلى أن العلم يُحَدُّ إنما أراد علم المخلوق، وأما علم الله سبحانه فلا مشاركة بينه وبين علم المخلوق في شيء أبداً، فلا يصح دخوله في الحد، والله أعلم.
  (وثمرته) أي: الفائدة الحاصلة من تعلمه هي (بيان معرفة الله سبحانه وعدله وما يترتب عليهما) من أمور الدين.
  (واستمداد بعضه من صنع الله سبحانه باستعمال الفكر فيه، وبعضه من السمع المثير لدفائن العقول) أي: المُنَبِّه لأهل العقول على ما يعقلونه(٢)، (وبعضه) مستمد (من السمع فقط) كالآيات والأخبار الدالة على الإيمان والكفر والإمامة والشفاعة ونحو ذلك.
(١) في (ب): «يدرك».
(٢) مثل: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ} الآية. (ش ك).