عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 64 - الجزء 1

  وهو بناءٌ منهم على أن صفة الجسم هي الجسم، واستدلوا أيضاً بقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ(⁣١)}⁣[ق: ٣٧].

  قلنا: لمَّا كان القلب محلاً للعقل، يوضحه قوله تعالى: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}⁣[محمد: ٢٤]، وقوله تعالى: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}⁣[الحج: ٤٦]، وقوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً}⁣[القصص: ١٠].

  وقال (بعض الفلاسفة⁣(⁣٢): بل) العقل (جوهر بسيط). قيل: ومرادهم بالبسيط أنه لا يتجزأ؛ لأن الجوهر في اصطلاحهم عبارةٌ عن أمور كثيرة، ربما


= بكفر المطرفية. انتهى. هذا، وقد قسم الإمام أحمد بن سليمان # والقاضي جعفر أقوالهم إلى ما خالف جميع العقلاء، وإلى ما خالف الكافة من أهل الإسلام ووافقه الكفار، وإلى ما خالف جميع الأئمة ووافقه أهل الظلال؛ فالقسم الذي خالفوا فيه جميع العقلاء قولهم: إن عقل الإنسان هو قلبه، وقولهم: إن كثيراً من أفعال الله ليس بحكمة ولا صواب، وقولهم: إن الله تعالى لم يرزق العصاة، وقولهم: إن الله لا يخلق المضار ولا المنفرات ولا شيئاً من المهلكات قالوا: فهو منزه عن أن يخلق الذباب والذئاب والسباع الضارة والكلاب. وأما القسم الثاني فمنها: قولهم: إن العالم يحيل ويستحيل وافقوا فيه الطبائعية الملحدة. وقولهم: إن الله لا يميت أحداً من الأطفال ولا من المؤمنين حتى يبلغ العمر الطبيعي وهو مائة وعشرون سنة. انتهى.

(١) قالوا: أي: عقل. (ش ك).

(٢) قال في الشرح الكبير نقلاً عن الشامل للإمام يحيى #: فلا بدعة في الإسلام إلا وهم أصلها وأساس عمادها، ولا فتنة في الدين إلا وهم ساسها وقاعدة مهادها، قد شمخوا بآنافهم ولمحوا الناس بمؤخر أعناقهم زعماً منهم أنهم قد حازوا الخير بأسره وأحرزوا التحقيق بحذافيره، تبجحاً بكياستهم واعتقاداً لفطانتهم ... إلى أن قال: واعلم أن مضطربهم في أقوالهم لا ينفك عن أربعة أقسام: القسم الأول: الأمور المنطقية وموضوعها الكلام في الحدود وتعريفات الحقائق. القسم الثاني: بما يتعلق بجانب الأمور الإلهية، ثم قال: وأكثر عقائدهم في هذا على خلاف الحق، ثم قال: وهذا هو الداء الذي لا دواء له والجهل الذي لا مزيد عليه. القسم الثالث: ما يتعلق بالأمور الرياضية ثم قال: وليس فيه كثير فائدة. القسم الرابع: الأمور الطبعية وموضوعه أجسام العالم ومعرفة أحوال الحركة والسكون، ثم قال: فجميع مضطرباتهم في النظر لا تخرج عن هذه الأقسام الأربعة. انتهى كلام الشرح الكبير باختصار.