عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في التفضيل)

صفحة 261 - الجزء 2

  لما مدحه بذلك.

  والثاني: أنه دعاه إلى الإسلام أولاً ونحن نعلم من حاله أنه يقُبح من أحدنا أن يبتدئ في الدعاء إلى الدين بالأطفال قبل ذوي الألباب من الرجال؛ لأن ذلك يكون عُدُولاً من الواجب إلى المندوب، ومثل ذلك لا يجوز منا فكيف يجوز من النبي ÷!

  وفي المحيط: والصحيح عندنا أنه أسلم وله ثلاث عشرة سنة، وقد يبلغ الإنسان بدون ذلك.

  قال السيد أبو طالب #: الصحيح في مبلغ عمره أنه ما بين خمس إلى ست وستين سنةً، وهذا يُوجب أن يكون له وقت إسلامه أكثر من ثلاث عشرة سنة، والعادة جارية بأن الإنسان يبلغ في دون هذه المدة.

  وذكر القاسم بن إبراهيم # أنه كان له ثلاث عشرة سنة.

  والمشهور عن الحسن البصري مثله⁣(⁣١) ... إلى أن قال: وإن سَلَّمْنَا أنه كان من أبناء سبع سنين وذلك أقل ما قيل فإنه لا يضرنا؛ لأنا نُجَوِّز في ابن سبع سنين أن يكون


= بن يسار وغيره، ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة عن بريدة وابن عساكر في تاريخ دمشق عن فاطمة &، وعن معقل وعن بريدة وعن أنس وعن أسماء بنت عميس وعن علي #. وروى نحوه الطبراني في الكبير عن فاطمة بلفظ: «إن زوجك أول المسلمين إسلاماً ... إلخ» ورواه الخطيب في المتفق والمفترق بلفظ: «وأفضلهم حلماً وأولهم سلماً»، ورواه في كنز العمال بلفظ: «أنكحتك أقدمهم سلماً ... إلخ»، ورواه ابن جرير الطبري وصححه والدولابي في الذرية الطاهرة، وروى في كنز العمال عن عمر بن الخطاب عن رسول الله ÷: «أنت يا علي أول المؤمنين إيماناً وأولهم إسلاماً» وأفاد أنه رواه الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء والحاكم في الكنى، والشيرازي في الألقاب وابن النجار. انتهى. وروى هذا ابن عساكر في تاريخ دمشق والمحب الطبري في ذخائر العقبى.

(١) في سنن البيهقي عن الحسن وغير واحد قال: أول من أسلم بعد خديجة ^ وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة، ثم قال: ففي أكثر الروايات كان ¥ بلغ من السن حين صلى مع النبي ÷ قدراً يحتمل أن يكون احتمل. وروى الحاكم في المستدرك عن الحسن قال: أسلم علي وهو ابن عشر أو ابن ست عشرة سنة. وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم: «وأهل بيته يقولون: إنه أسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة» وفيها عن الحسن وغيره: كان أول من آمن علي بن أبي طالب وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة وفيها عن مغيره قال: «أسلم علي ¥ ابن أربع عشرة».