عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب) [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 271 - الجزء 2

  التعريف(⁣١)) بأن هذا معروفٌ فليفعل، وهذا منكرٌ فليُجتنب (وإن لم يظن التأثير؛ لأن إبلاغ الشرائع) إلى من لم تبلغه (واجب) على كل من تمكن من ذلك (إجماعاً، والأصل في ذلك: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ..} الآية) تمامها: {أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}⁣[البقرة ١٥٩]؛ وذلك لتبليغ الحجة سواءٌ عُمِل بها أم لم يُعْمَل (ونحوها) كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} الآية [البقرة ١٧٤]، وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} الآية [آل عمران ١٨٧].

  وقوله ÷: «إذا ظهرت البدع فعلى العالمِ أن يظهر علمه وإلَّا فعليه لعنة الله»⁣(⁣٢)، (وقوله ÷: «من كتم علماً مما ينفع الله به ...» الخبر(⁣٣)) تمامه: «في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نارٍ»، ونحو ذلك.


(١) في الشرح الكبير: [الأمر] بدل: التعريف.

(٢) رواه الإمام أحمد بن سليمان #، ذكره عنه في مآثر الأبرار، وفي مطلع البدور، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن معاذ بن جبل، وأخرج نحوه السيوطي في الجامع الكبير وعزاه إلى الديلمي، وأخرج نحوه المتقي الهندي في كنز العمال.

(٣) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن أبي سعيد، وأخرجه المرشد بالله # في الأمالي عن عبدالله بن عمرو، وروى قريباً منه الإمام المرتضى محمد بن يحيى الهادي # في كتاب المناهي عن آبائه $ عن رسول الله ÷ بلفظ: ونهى ÷ عن كتمان العلم إذا طلب وقال: «من كتم علماً سئل عنه جاء يوم القيامة مغلولاً» انتهى. ورواه الحسن بن يحيى # ذكره في الجامع الكافي، ورواه الموفق بالله # في سلوة العارفين، ورواه الإمام الشهيد أحمد بن الحسين # صاحب ذيبين في خليفة القرآن، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن جابر بن عبدالله وغيره، ورواه ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد، ورواه الحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عمر ثم قال: وفي الباب عن جماعة عن الصحابة غير أبي هريرة، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط عن ابن عباس وأبي هريرة، ورواه ابن حبان في صحيحه، وغيرهم.