عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب الهجرة)

صفحة 290 - الجزء 2

  لسلاطين الجور على العصيان، وهم إنما أعطوهم الدراهم والدنانير ونحوها.

  (وقال #) أي: المنصور بالله # (فيه في باب الهجرة ما لفظه: لأن أشد المُظاهرة وأعظمها تقويتهم بالخراج) أي: تقوية سلاطين الجور بتسليم الخراج (وكونهم) أي: الرعية (مُستضعفين فيما بينهم) أي: فيما بين سلاطين الجور (لا يُخرجهم عن حكمهم) أي: لا يُخرج الرعية عن حكم سلاطين الجور الذين أعانوهم، بل حكمهم حكمهم في غضب الجبار واستحقاق النار؛ لقوله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}، وقوله ÷: «المُعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى ~»⁣(⁣١). رواه الهادي # في الأحكام.

  وعنه ÷: «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة حتى من بَرَى لهم قلماً أو لاق لهم دواةً، فيُجمعون في تابوت من حديد ثم يُرمى بهم في جهنم»⁣(⁣٢) وغير ذلك كثير.

  واعلم أن أعظم الفتن في الدين وأكثر المفاسد وأشدّ الإعانة للظالمين سكون علماء السوء بين ظهرانيهم ومواصلتهم فإنه لولا ذلك لما انتصب للظالمين رايةٌ ولا استقامت لهم شوكةٌ؛ لأن الأكثر من العوام إنَّما يقتدي بعلماء السوء في ذلك.

  وقد رُوِيَ في الخبر الطويل الذي أخرجه السيد ظَفَرُ⁣(⁣٣) بن داعي بن مهدي


(١) رواه الإمام الهادي # في الأحكام. ذكره الإمام القاسم بن محمد # في مجموعه، والإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في مجمع الفوائد.

(٢) رواه الأمير الحسين # في الشفاء، ورواه أحمد بن حنبل في كتاب الورع، ورواه حقي في تفسيره، والنيسابوري في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، والزمخشري في الكشاف، والرازي في تفسيره.

(٣) ظفر بن داعي بن مهدي، السيد العلوي، الأستراباذي. قال في الطبقات: كان سيداً عالماً، وقال في المستطاب: الشريف العلامة الحافظ أبو الفضل ظفر بن داعي بن مهدي العلوي الأستراباذي، ممن كان في زمن الموفق بالله وأول زمن الإمام أحمد بن سليمان، وله مؤلفات منها في الحديث من طرق أهل البيت وأهل الحديث كتاب (الأمالي) يسلسل السند إلى النبي ÷. وقال آغا بزرك في النابس في أعلام القرن الخامس: فقيه، صالح، قرأ على الكراجكي المتوفى سنة ٤٥٩ هـ، ذكره منتجب ابن بابويه. (أعلام المؤلفين باختصار).