عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تعريف الإسلام وما يلحق بذلك]

صفحة 310 - الجزء 2

  له إلى أُصول الدين هو (مشترك) بين معنيين: أولهما: (الإيمان، وكلٌّ على أصله) في حقيقة الإيمان، فعند أئمة أهل البيت $ ومن وافقهم: أنه يطلق اسم الإسلام على الإيمان، وهو: الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات.

  وأما عند مخالفيهم فلم أقف على ما حكاه الإمام # عنهم، وذكر الإمام المهدي # في مقدمة البحر وفي الغايات والنجري في شرحه ما لفظه: قال أكثر المعتزلة: والإيمانُ والإسلام والدينُ سواءٌ في الشرع، وهو فعل الطاعات واجتناب المقبحات والمكروهات وإن كانت في أصل اللغة مختلفة.

  فالإيمان: التصديق، والإسلام: هو الاستسلام والانقياد، والدين: يُستعمل في اللغة: بمعنى الجزاء، وبمعنى العادة، وبمعنى المِلَّة وهو ما يتخذه الإنسان له ديناً، وبمعنى الطاعة، لكنها قد صارت في الشرع بعد النقل بمعنى واحد وهو ما تقدم.

  وأمَّا من منع النقل من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي فلا خلاف بينهم أن هذه الألفاظ مختلفة المعنى لغةً وشرعاً وأنها غير مستوية، وأما الذين قالوا بصحة النقل [الشرعي⁣(⁣١)] ووقوعه في الإيمان والفسق ونحوهما فقد اختلفوا:

  فقالت الوعيدية من المعتزلة: إن الإيمان والإسلام والدين سواءٌ في الشرع.

  وقال بعض الإمامية - وهم فريق منهم أثبتوا النقل الشرعي -: الإسلامُ غير الإيمان؛ لقوله تعالى: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}⁣[الحجرات ١٤] فأثبت الإسلام ونفى الإيمان، فيجب أن يكون أحدهما غير الآخر؛ فالإيمان هو المعرفة والإقرار بالله ورسوله والإمام وبجميع ما جاء عنهم، والإسلام: هو الإقرار من دون معرفة، فالإيمان أخَصّ من الإسلام.

  قال النجري: واعلم: أن في هذه المسألة خلافاً أشهر من هذا، وهو خلاف الأشاعرة وأكثر المجبرة فإنهم يقولون: الإسلام والدين اسم للطاعات، كما هو مذهب المعتزلة، والإيمان هو التصديق فقط، فالإيمان غير الدين والإسلام. انتهى.


(١) مثبت من (أ).