عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر محل العقل وماهيته والخلاف في ذلك]

صفحة 71 - الجزء 1

  والأجسامُ: محالُّ هذه الأعراض، وهي المصوِّت، والمبْصرُ، والمطعوم، والمشموم، والملموس، وجميع هذه الحواس مؤدية إلى القلب.

  (وأما ذهابها) أي: الضرورية (غالباً) أي: في غالب⁣(⁣١) الأحوال (عند نحو التفكر) في أيِّ شيءٍ من أمور الدين أو الدنيا أو السهو أو الذهول (مع بقائه) أي: مع بقاء العقل (فملتزم) أي: نحن نلتزمه وهو (غير قادح) علينا فيما ذكرنا أن العقل عَرَضٌ، (كذهاب المُشَاهَدِة) أي: ذهاب إدراك الشيء المرئي (عند غيبوبة المُشَاهَدِ) أي: المرئي (مع بقاء المعنى) الذي يدرك به (في الحدق)، وكذهاب الشم عند غيبوبة المشموم، ونحو ذلك؛ لأن هذا ليس من قبيل العلة والمعلول كما زعموه في العلل العقلية.

  فإن قيل: إذا ثبت أن العقلَ غَيْرُ الضرورية وأنه عَرَضٌ حالٌّ في القلب كما مرَّ، فما آيةُ تمامِهِ وكونِهِ حجةً على الإنسان؛ لأنه لا خلاف أن الأطفال لا تتم عقولهم في المهد؟

  فالجواب - والله الموفق -: أن آية تمامه في الإنسان معرفة استحسان الحسن واستقباح القبيح، فمتى عرف الإنسان ذلك تمت حجة الله عليه في العقليات؛ لأن ذلك هو المقصود من فطرة العقل، والأغلب أن ذلك يكون وقت بلوغ الإنسان كما أشار إليه الإمام القاسم بن علي العياني⁣(⁣٢) # وغيرُهُ.


(١) في (أ، ب): أغلب.

(٢) هو الإمام المنصور بالله أبو الحسين القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم $. قام ببلاد خثعم، ثم أنفذ رسله إلى اليمن سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. ومن مؤلفاته: كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله، وكتاب التوحيد، وكتاب التجريد، وكتاب التنبيه. وفاته: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. مشهده: بعيان ببلاد سفيان. (التحف باختصار).