(فصل:) [ويصير المكلف كافرا بخصلة واحدة من خصال الكفر]
  وروى الناصر # بإسناده عن مبارك عن الحسن قال: قال رجل: يا رسول الله، آلحج كل عامٍ؟ قال ÷: «لو قلتُ: نعم لَوَجَبَتْ، ولو وَجَبَتْ ما قمتم بها، ولو تركتموها كفرتم»(١). وروى أيضاً بإسناده عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «أيُّما رجلٍ كفّر رجلاً فأحدهما كافر»(٢)، وروى أيضاً بإسناده عن علي # قال: (المكر غدر والغدر كفر)(٣).
  وروى أيضاً بإسناده عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # قال: قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أرأيت قومنا أمشركون هم؟ يعني: أهل القبلة، قال: (لا، ولو كانوا مشركين لما(٤) حَلَّت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم ولا المقام بين أظهرهم ولا جَرَتِ الحدود عليهم، ولكنهم كفروا بالأحكام وكفروا بالنعم والأعمال، وكفر النعم غير كفر الشرك)(٥).
  قال الحسن(٦) بن علي #: يعني شرك العدل بالله، لا شرك الطاعة للشيطان مع الله. انتهى(٧).
  وقد ذكر الناصر # في كتاب البساط حججاً كثيرةً من القرآن(٨) والسنة، قال: ولن تجد المعتزلة آية من كتاب الله تعالى تدل على أن الفاسق لا يجري عليه
(١) رواه الإمام الناصر # في البساط، ورواه محمد بن منصور المرادي ذكره في الجامع الكافي، وروى نحوه ابن ماجه في سننه عن أنس بلفظ: «عذبتم»، والدارقطني في سننه بلفظ: «لكفرتم»، والطبراني في الكبير، وأبو يعلى في مسنده، وغيرهم.
(٢) أخرجه الإمام الناصر الأطروش # في البساط عن ابن عمر، وأحمد بن حنبل في مسنده عنه.
(٣) رواه في البساط للناصر #، ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره، ورواه في الإبانة لابن بطة.
(٤) في (ب): ما حلت، وفي (أ): لما حل.
(٥) رواه في البساط، ورواه المؤيد بالله # في شرح التجريد، والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الحيسن # في الشفاء.
(٦) أي الناصر. من هامش (أ).
(٧) من كتاب البساط.
(٨) في (أ): «الكتاب».