عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [ويصير المكلف كافرا بخصلة واحدة من خصال الكفر]

صفحة 325 - الجزء 2

  وروى الناصر # بإسناده عن مبارك عن الحسن قال: قال رجل: يا رسول الله، آلحج كل عامٍ؟ قال ÷: «لو قلتُ: نعم لَوَجَبَتْ، ولو وَجَبَتْ ما قمتم بها، ولو تركتموها كفرتم»⁣(⁣١). وروى أيضاً بإسناده عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «أيُّما رجلٍ كفّر رجلاً فأحدهما كافر»⁣(⁣٢)، وروى أيضاً بإسناده عن علي # قال: (المكر غدر والغدر كفر)⁣(⁣٣).

  وروى أيضاً بإسناده عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # قال: قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أرأيت قومنا أمشركون هم؟ يعني: أهل القبلة، قال: (لا، ولو كانوا مشركين لما⁣(⁣٤) حَلَّت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم ولا المقام بين أظهرهم ولا جَرَتِ الحدود عليهم، ولكنهم كفروا بالأحكام وكفروا بالنعم والأعمال، وكفر النعم غير كفر الشرك)⁣(⁣٥).

  قال الحسن⁣(⁣٦) بن علي #: يعني شرك العدل بالله، لا شرك الطاعة للشيطان مع الله. انتهى⁣(⁣٧).

  وقد ذكر الناصر # في كتاب البساط حججاً كثيرةً من القرآن⁣(⁣٨) والسنة، قال: ولن تجد المعتزلة آية من كتاب الله تعالى تدل على أن الفاسق لا يجري عليه


(١) رواه الإمام الناصر # في البساط، ورواه محمد بن منصور المرادي ذكره في الجامع الكافي، وروى نحوه ابن ماجه في سننه عن أنس بلفظ: «عذبتم»، والدارقطني في سننه بلفظ: «لكفرتم»، والطبراني في الكبير، وأبو يعلى في مسنده، وغيرهم.

(٢) أخرجه الإمام الناصر الأطروش # في البساط عن ابن عمر، وأحمد بن حنبل في مسنده عنه.

(٣) رواه في البساط للناصر #، ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره، ورواه في الإبانة لابن بطة.

(٤) في (ب): ما حلت، وفي (أ): لما حل.

(٥) رواه في البساط، ورواه المؤيد بالله # في شرح التجريد، والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الحيسن # في الشفاء.

(٦) أي الناصر. من هامش (أ).

(٧) من كتاب البساط.

(٨) في (أ): «الكتاب».