عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في التحسين والتقبيح العقليين)

صفحة 73 - الجزء 1

  ولا أن الجهل قبيح بمعنى: أنه يتعلق به ذم وعقاب.

  قال (أئمتنا $ وصفوة الشيعة) أي: الزيدية من الشيعة (والمعتزلة) جميعاً (والحنفية والحنابلة) أي: المنتسبون إلى مذهب أبي حنيفة⁣(⁣١) وأحمد بن حنبل⁣(⁣٢)، (وبعض الأشعرية) ولعلهم الغزالي وابن الخطيب الرازي والجويني ومن وافقهم، حيث قالوا: إن العلمَ بقبح المقبحات وحسنِ المحسنات ووجوبِ الواجبات ليس حاصلاً بفطرةِ العقل وغريزتِهِ، بل مستند هذه الأحكام والقضايا عندهم الشهرة فيما بين العقلاء، والمعنى: أن هذه القضايا متى تكررت على السمع في مبتدأ الصبا واتفق عليها أهل البلدان لصلاح⁣(⁣٣) معايشهم انغرست في أفهامهم هذه القضايا، وسارعت النفوس إلى قبولها والتصديق بها؛ لأجل الإِلْفِ والعادةِ من الآباء والأكابر في حال الصغر، إلى آخر ما ذكروه⁣(⁣٤).


(١) هو النعمان بن ثابت المتوفى سنة مائة وخمسين من تلامذة الامام زيد بن علي # وأتباعه. (التحف). وفي لوامع الانوار: النعمان بن ثابت الفارسي أبو حنيفة، فقيه العراق، أحد أنصار الإمام الأعظم # الراوين عنه ¤ والمبايع للإمامين: محمد، وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن $. عدّه من العصابة الزيدية - الإمامُ الحجة عبدالله بن حمزة # وغيره، وهو من الشهداء في حبّ أهل البيت $، سقاه أبو الدوانيق السمّ لذلك. وفي معجم رجال الاعتبار: أصله من فارس وولد ونشأ في الكوفة، عرف بمودته لأهل البيت $ وكان ممن ساند الإمام زيد بن علي #، وكان يفتي بالخروج مع الإمامين الأخوين محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن، ودفن بمقابر الخيزران. (باختصار).

(٢) أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبدالله، الشيباني الوائلي، إمام المذهب الحنبلي. أصله من مرو، وكان أبوه والي سرخس، وولد ببغداد ١٦٤ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار). وفي التحف: أحمد بن حنبل المتوفى سنة (٢٤١ هـ) أخذ عن الشافعي وألف المناقب.

(٣) في (أ، ب): لإصلاح.

(٤) وقيل: إن بعض الأشعرية القائلين بهذه المقالة هو أسعد بن علي الزنجاني، ونصره الزركشي، وصححه السيد محمد بن إبراهيم الوزير، فيحقق ذلك. [هذا الكلام أصل في المعتمدة و (ب) باختلاف يسير، وهو حاشية في (أ) بزيادة قوله: «فيحقق ذلك»].