عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في ذكر التكفير للذنوب

صفحة 363 - الجزء 2

  وقيل: بل المراد في الأولى والثانية أن الحسنات يُذهبن السيئات، أي: الصغائر الغير المحبطة للحسنات فإنها تسقط باجتناب الكبائر وفي جنب الطاعات بغير توبة، وهو قول البصرية ومن وافقهم.

  وقال الناصر # في كتاب البساط في معنى هذه الآية: فتكفيرها سترها وتمحيصها في الدنيا بالمصائب، فمصائب المؤمنين تمحيصٌ لصغائر ذنوبهم، ومصائب الكافرين محقٌ لهم قال جل ذكره: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}⁣[آل عمران ١٤١]. انتهى. ومثله ذكر الإمام # فيما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  ويدل على ذلك: ما رُوي عنه ÷ أنه قال: «إذا أراد الله بعبده الخير عَجَّلَ له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يُوَافَى به يوم القيامة»⁣(⁣١).

  قال #: (ولقوله ÷: «مِنْ مُوجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المؤمن»⁣(⁣٢)، وقوله ÷: «من وُعِكَ ليلة كفَّر الله عنه ذنوب سنة» ونحو ذلك مما تواتر معنىً) أي: تواتر معناه من الأحاديث الدالة على أن الحسنات والآلام مكفرةٌ للسيئات (كما مَرَّ) في فصل الآلام، (و) إذا أسقطت الحسناتُ السيئات فإنه (لا يسقط من ثواب الحسنات بقدر ما أسقطت من الذنوب)، بل يبقى ثوابُ الحسنات كاملاً، خلافاً لأبي هاشم ومن معه من أهل الموازنة كما مَرّ.

  (ولا يسقط من ثواب التوبة بقدر) ما أسقطت من عقاب (المعصية، خلافاً للمهدي # وغيره) وهم البهشمية ومن وافقهم.


(١) رواه الترمذي في سننه عن أنس، والقاضي عياض في الشفاء، والحاكم في المستدرك، والبغوي في تفسيره، وفي شرح السنة، وأبو يعلى في مسنده، وابن عدي في الكامل.

(٢) رواه الإمام الهادي # في الأحكام بلفظ: «إن من أوجب المغفرة ..»، ورواه بهذا اللفظ أبو طالب # في الأمالي، والمرشد بالله # في الأمالي، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط، والشهاب القضاعي في مسنده، وأبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق.