عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(كتاب الوعد والوعيد)

صفحة 366 - الجزء 2

القسم الرابع

  الكلام في الوعد والوعيد وما يتعلق بذلك.

  قال #:

(كتاب الوعد والوعيد)

  هذا الكتاب له جَنَبَتَانِ: عقليةٌ وسمعيةٌ: فالعقلية: تشتمل على بيان ما يُستحق على الأفعال، وصفة ما يستحق، وشرائط الاستحقاق، وما يرفع ذلك الاستحقاق، وما يحسن إسقاطه، وما يجب، وكيفية الإسقاط.

  وأما السمعية: فهي تشتمل على بيان ما يفعله الله بالعباد مما لا طريق للعقل إليه.

  والوعد يُستعمل في الخير والشر. قال الفَرَّاء⁣(⁣١): يُقال: وعدتُهُ خيراً ووعدتُهُ شراً، قال: فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير: الوعدُ والعِدَةُ، وفي الشر: الإيعاد والوعيد.

  وأما حقيقتهما في الشرع فقال #: (الوعدُ إخبارٌ من الله) سبحانه للمطيع (بالثواب، والوعيد إخبارٌ منه) جل وعلا للعاصي (بالعقاب).

(فصل:) [والثواب والعقاب مُسْتَحَقَّان عقلاً وسمعاً]

  قالت (العترة $ وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: وهما) أي: الثواب والعقاب (مُسْتَحَقَّان عقلاً وسمعاً) أي: يحكم العقل باستحقاق المطيع الثواب واستحقاق العاصي العقاب، والسمع وَرَدَ بذلك؛ أما السمع فإن القرآن مملوءٌ مِنْ ذكر الثواب والعقاب وأنهما جزاءٌ على العمل، وأما العقل فَلِمَا نذكره إن شاء الله تعالى.


(١) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي، مولى بني أسد (أو بني منقر) أبو زكرياء، المعروف بالفراء: إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب. ولد بالكوفة، ١٤٤ هـ وانتقل إلى بغداد، وعهد إليه المأمون بتربية ابنيه، فكان أكثر مقامه بها، فإذا جاء آخر السنة انصرف إلى الكوفة فأقام أربعين يوماً في أهله يوزع عليهم ما جمعه ويبرهم. وتوفي في طريق مكة، ٢٠٧ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).