(فصل): في ذكر عذاب القبر
  البغدادية وأبي القاسم البُستي وضرار بن عمرو.
  (لنا) حجة على ثبوت عذاب القبر (أخبار صحيحة) وردت عن النبي ÷، منها قوله ÷: «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار»(١).
  ومَرَّ رسول الله ÷ بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يُعَذَّبان في كبير» - أي: عندهما - «كان أحدهما يمشي بالنميمة والآخر لا يستنزه من البول»(٢).
  وقول علي #: (ثم أُدرج في أكفانه مُبْلِسَاً وجُذب مُنقاداً سلساً، ثم أُلقي على الأعواد رجيع وَصَبٍ ونِضْوَ سَقَمٍ يحمله حفدة الولدان وحشدة الإخوان إلى دار حفرته ومنقطع زورته حتى إذا انصرف المشيع ورجع المتفجع أُقعد في حفرته نَجِيَّاً لبهتة السؤال وعثرة الامتحان)(٣).
  ومنها: ما روى البراء(٤) بن عازب عنه ÷ أنه قال: «يُكسى الكافر في قبره لوحين من نار»(٥).
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن علي # موقوفاً، ورواه الحسن بن يحيى # في الجامع الكافي عنه #، ورواه الترمذي في سننه عن أبي سعيد مرفوعاً، والطبراني في الكبير والأوسط عن أبي هريرة مرفوعاً، والسخاوي في المقاصد، ورواه الرازي في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره، وابن الأثير في جامع الأصول، والملا في مرقاته.
(٢) رواه المؤيد بالله # في شرح التجريد، والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الحسين # في الشفاء، والإمام يحيى بن حمزة # في الانتصار، ورواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، وابن ماجه في سننه عن ابن عباس، وعن أبي بكرة، وأحمد في مسنده عنهما، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في سننه، والبغوي في شرح السنة، وابن حبان في صحيحه وغيرهم.
(٣) ذكره في نهج البلاغة.
(٤) البراء بن عازب الأنصاري، الأوسي، أبو عمارة، صحابي جليل القدر، استصغر هو وابن عمر يوم بدر، وشهد أحداً وما بعدها وبيعة الرضوان، وشهد مع أمير المؤمنين الجمل، وصفين، والنهروان. توفي بالكوفة بعد التسعين. (لوامع الأنوار باختصار).
(٥) رواه العنسي في الإرشاد.