(فصل:) [في البعث]
  قال: ويدل على ذلك قوله ÷: «ما أصاب الإنسان من نَصَبٍ أو غَمٍّ أو ألمٍ حتى الشوكة يشاكها فبذنبه، وما يعفو الله عنه أكثر»(١).
  وعن بعضهم: من لم يعلم أن ما وصل إليه من الفتن والمصائب باكتسابه، وأن ما عفى عنه مولاه أكثر كان قليل النظر في إحسان ربه إليه.
  (قلنا) جواباً على الزمخشري: (لم يُعْرَفْ أنه) أي: المُعَجَّلَ (جزاءٌ فلم يتم) كما ذكرنا.
  (وأيضاً لا دليل) على ذلك.
  قلت: وقد تقدم ذكر كلام الإمام # في بعض معاصي المؤمنين المتعمدة أنه يجوز تعجيل عقابها في الدنيا، وهو قريب من قول الزمخشري، وهو متأخر عن وضع الأساس؛ لأنه جواب لمن سأله عن بعض معاني الأساس، وهو قول الناصر # كما سبق ذكره.
  والدليل عليه ما تقدم في الآلام من الأخبار الكثيرة أنها لحطِّ الذنوب وغير ذلك، والله أعلم.
(فصل:) [في البعث]
  (ويبعث الله تعالى كل من نفخ فيه الروح) من جميع الحيوانات (قطعاً) أي: [يُعلم(٢)] ذلك علماً مقطوعاً به.
(١) رواه في كتاب الدر المنظوم، وقال الإمام عز الدين # في المعراج: قد ورد في الحديث من روايات متعددة وطرق شتى ... ثم ذكر الحديث. ورواه في تفسير أبي السعود عن عائشة موقوفاً، وفي تفسير النيسابوري عنها، ورواه المناوي في الفتح السماوي عنها، وفي سنن الترمذي عن أبي موسى أن رسول الله ÷ قال: «لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب ... إلخ»، وفي الدر المنثور للسيوطي، وأخرج عبد بن حميد، والترمذي عن أبي موسى ... إلخ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
(٢) في (أ): علم.