(فصل:) [في البعث]
  وأخرج مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون»(١)، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشأ ورشحٌ كرشح المسك، يُلهمون التسبيح والتحميد كما يُلهمون النَّفَس». ذكر هذا ابن بهران في المعتمد.
  وفي البخاري من حديث طويل: «يُسَبِّحون الله بُكرةً وعشياً، لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوَّة»(٢). قال أبو اليمان: يعني العود، ورشحهم المسك.
  [وروى القاضي جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ¥ بإسناده المتصل إلى علي # في الأربعين المتحد إسنادها الموثوق برواتها إلى علي # قال: قال رسول الله ÷: «الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب، حصباؤها الياقوت والزمرد، ملاطها المسك، ترابها الزعفران، أنهارها جارية، ثمارها متدلية، وأطيارها مُرِنَّة، ليس فيها شمس ولا زمهرير، لكل رجل من أهلها ألف حوراء، يمكث مع الحوراء من حورها ألف عام لا تمله ولا يملها، وإن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يغدى عليه ويراح بعشرة آلاف صحفة، في كل صحفة لون من الطعام له رائحة وطعم ليس للآخر، وإن الرجل ليمر به الطائر فيشتهيه فيخرّ بين يديه إما طبيخاً وإما مشوياً مما يخطر بباله من الشهوة، وإن الرجل من أهل الجنة ليكون له في الجنة من جنانه من أنواع الشجر؛ إذ يشتهي ثمرة من تلك الثمار فتتدلى إليه فيأكل منها ما أراد، ولو أن حوراء من حورهم برزت لأهل الأرض لأعشت ضوء الشمس، ولافتتن بها أهل الأرض»(٣)].
(١) رواه مسلم في صحيحه عن جابر، وأحمد في مسنده عنه، وأبو يعلى في مسنده، والطيالسي في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وعبد بن حميد في مسنده وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
(٢) رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة.
(٣) ما بين المعقوفين زائد من نسخة (أ).