عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر الصراط ومعناه]

صفحة 405 - الجزء 2

  فقد استعار لفظ أسد للرجل الشجاع، وقرنه بما يلائم المستعار منه وهو السبع المعروف؛ فأثبت له اللبد والأظفار وهي من صفات الأسد، وقوله: «شاك السلاح» أي: حديد السلاح، وهذا مما يُلائم المستعار له، وهو الرجل الشجاع.

  ويُسَمَّى ذلك - أي: ذكر ما يُلائم المستعار له - تجريداً، فقد اجتمع في هذا البيت التجريد والترشيح.

  (فيُوافق) أي: ما رووه عن ابن عباس (حينئذٍ) أي: حين إذ حمل على هذا المحمل (ما ذكرناه من الأدلة) الدالة على قولنا: إنه مجاز.

[ذكر الصراط ومعناه]

  (والصراط في الدنيا) أي: حيث كان المراد به معناه في الدنيا كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، و (هو) بهذا المعنى مجاز عَبَّرَ به عن (دين الله الذي جاء به رسول الله ÷ إجماعاً) بين الأمة.

  ومعناه لغةً: الطريق، قال الهذلي:

  أُكِرُّ على الَحَرورِيِّين مُهْرِي ... وأحملُهُم على وَضَحِ الصراط

  قال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره) من الأئمة $ وغيرهم: (وفي الآخرة جسر على جهنم) أي: الصراط الذي جاء ذكره في الآخرة هو جسر على جهنم يمر عليه أهل الجنة وأهل النار، فَيَسْلَمُ أهل الجنة، ويتهافت في النار أهل النار.

  قالوا: وهو أدق من الشعرة وأحَدُّ من السيف.

  قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ...} الآيتين [مريم ٧١].

  ورووا في ذلك عن أبي هريرة خبراً وفي آخره: «ولجهنم جسر وهو الصراط، أدق من الشعرة، وأحَدُّ من السيف، عليه كلاليب وحسك، والناس يَمُرُّون عليه، منهم كالبرق والريح، ومنهم من أخذته الكلاليب والحسك، والناس بين ناجٍ مُسَلَّمٍ، ومخدوش مكبوب في النار على وجهه»، وغير ذلك.