[ذكر الصراط ومعناه]
  (قالوا: قد رُوي عنه ÷ أنه قال: «يُمَدُّ الصراط فيكون أول من يمر به أنا وأمتي والملائكة بجنبيه أكثرهم يقول: سَلِّمْ سَلِّمْ ..» الخبر). تمامه: «وإنَّ عليه لكلاليب وحسكاً [ثقالاً(١)] يقال لها: السُّعْدَانُ تنبت بنجد، وإنه لَدَحْضُ مَزَلَّةٌ، فيمرون عليه كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والرحال؛ فناجٍ مسلم، ومكدوش في النار ..» إلى آخره(٢).
  (قلنا: لا ثقة براويه، وإن سُلِّم) أن راويه ثقة (فمعارض) أي: فهو معارض (بأقوى منه) أي: بخبر أقوى منه متناً ورواية (وهو قوله ÷ لعلي - كرم الله وجهه في الجنة -: «يا علي، إن المؤمنين إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق عليها رحائل الذهب، يستوون عليها فتطير بهم إلى باب الجنة ..» الخبر بطوله)، وهو قوله: «فإذا حلقة من ياقوت على صفائح الباب، وإذا عند الباب شجرة تنبع من أصلها عينان، فيشربون من إحدى العينين؛ فلما بلغ الشراب إلى الصدر أخرج الله ما في صدورهم من الغل والحسد والبغي، وذلك قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر ٤٧] فلما انتهى إلى البطن طَهَّره الله تعالى من دنس الدنيا وقذرها، وذلك قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}[الإنسان ٢١]، ثم اغتسلوا من الأُخرى فجرت عليهم نظرة النعيم، لا تشعث أشعارهم، ولا تتغير ألوانهم، فيضربون بالحلقة على الصفائح، فلو سمعت لها طنيناً يا عليُّ، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قَدِمَ؛ فتبعث قَيَّمةً، فلولا أن الله سبحانه عرفهم نفسه لَخَرَّ ساجداً مما يرى من النور والبهاء والحسن، فتقول: يا ولي الله، أنا [قَيِّمَتُكَ التي(٣)] وكلت بمنزلك،
(١) مثبت من (أ، ب).
(٢) روى نحوه البخاري ومسلم في صحيحهما، وأحمد في مسنده عن الزهري عن عطاء عن أبي هريرة من جملة خبر طويل، وفيه: «فيأتيهم ربهم في غير الصورة التي يعرفونه فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك ..» إلخ.
(٣) في الأصل و (ب): قيمك الذي. وما أثبتناه من (أ).