[الكلام في خلق الجنة والنار وما يتعلق بذلك]
  إلى النبي ÷ أنه سُئل عن زوجة المؤمن هل تكون له زوجة في الجنة إذا كانت مؤمنة؟ فقال ÷: «نعم، يجمع الله بين أهل البيت إذا كانوا مؤمنين في دار ثواب المتقين»(١).
  قال: ويدل أيضًا على صحة ما قلنا أن الميت إذا مات فقد خرج من أحكام الدنيا وصار من أهل الآخرة، وقد جاء عن الصالحين من الصحابة وغيرهم من المؤمنين: أن الرجل يَغْسِلُ زوجته إذا ماتت إذا أراد ذلك، والمرأة تَغْسِل زوجها.
  وروي عن النبي ÷ أنه دخل على عائشة وهي تقول: وا رأساه، فقال ÷: «لا عليكِ لو مِتِّ لَغَسَلْتُك ..»(٢) الخبر.
  ورُوي أن أمير المؤمنين # غَسَلَ فاطمة(٣) & إلى أن قال #: وعلى هذا لو عَقَدَ بامرأةٍ عقد النكاح ولم يدخل بها ثم ماتت وتزوج بابنتها قبل أن تدفن وتُغْسَل لم يجز له أن ينظر إلى عورة الميتة.
  قال: وهذا القول مني اجتهادٌ وقياسٌ على ما ذكرنا من الأخبار، والله أعلم.
  قال: ويمكن أن يكون حكم تزويج الآخرة غير حكم تزويج الدنيا؛ لأن أحكام الآخرة غير أحكام الدنيا، إلَّا في العدل فإن أحكام الله تستوي في العدل في الدنيا والآخرة.
  قال: واعلم أن الله يُزَوِّجُ أولياءه في الجنة من حور العين. وحور العين: نساءٌ يخلقهن الله في الجنة كيف يشاء وكما يشاء، أحسن خلق وأجمل صورة، كما قال تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣}[الواقعة]، وقال تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}[الدخان ٥٤]. انتهى كلامه #. وهو قوي جداً موافق
(١) رواه الإمام الهادي # في مسائل الرازي، وكذلك في جواب النباعي ضمن مجموعه الشريف.
(٢) رواه المؤيد بالله # في شرح التجريد، والمتوكل على الله أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والأمير الحسين # في الشفاء.
(٣) رواه الهادي # في الأحكام والمنتخب، ورواه القاسم #، ذكره في أمالي أحمد بن عيسى #، وفي الجامع الكافي، وفي الأحكام.