[الكلام في خلق الجنة والنار وما يتعلق بذلك]
  لكثير مما رُوي عن النبي ÷ من أن أزواج المؤمنين تُرَدُّ عليهم في الجنة إذا كُنَّ مؤمنات.
  وقال الإمام القاسم بن علي العياني # في جواب من سأله فقال [في(١)] الجواب: اعلم أن الله تبارك وتعالى لم يفصل لنا ذلك، وإنما وعد الله المتقين الجنة وَوَعْدُهُ الحق، إلَّا أني أقول: إنَّ [الخيار(٢)] في ذلك إلى الرجال والنساء بعد كونهم في دار الخلد، فمن اختار منهم شيئاً أوصله الله إليه، وتَفَضَّل به عليه، كما وعد؛ إذ يقول ø: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ}[الزخرف ٧١]، وهذا [الدليل(٣)] لا مَعْدَلَ عنه ولا مَخْلَفَ. انتهى. وقد بسطت في هذا الموضع في الشرح.
  وأما الكلام في جنة آدم فقال (الهادي #: وجنة آدم #) التي أخرجه الله منها (كانت في الأرض؛ لقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة ٣٠]، ولا دليل على إطلاعه إلى السماء)، ومثله ذكر الحسين بن القاسم العياني @، وحينئذٍ المراد بالجنة البستان الرايق الجامع للفواكه والملاذ.
  قال بعضهم: كانت جنة آدم بين مكة والطائف. ومنهم من قال: بل خُلِقَ آدم هناك ثم نُقِلَ إلى السماء. ومن قال: في السماء جنة ونار، اختلفوا هل هي دار الجزاء أو لا؟ فمنهم من قال: هي دار الجزاء، ومنهم من قال: ليست دار الجزاء، وهي محل الشهداء والأنبياء، وكذلك النار مثل دار الجزاء فيها الأعداء إلى أن يفنى الخلق، ثم يُعاد فتخلق دار الجزاء ولا تفنى، ذكر هذا في الباهر.
  (وقال غيره) أي: غير الهادي #: (بل هي) أي: جنة آدم (في السماء؛ لقوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا}) [طه: ١٢٣]، خطاباً لآدم وحواء بعد أكلهما من الشجرة.
(١) مثبت من (أ).
(٢) في (أ): الاختيار.
(٣) في (أ): دليل.