عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الخاتمة]

صفحة 421 - الجزء 2

  المذهب الذي مات عليه النبي ÷، ومات عليه علي # وابناه الحسن والحسين @، والجماعة الوافرة من الصحابة ¤ ومن التابعين. انتهى.

  (ولم يمت ÷ إلَّا وقد بلَّغ عن الله تعالى بيان الفرقة الناجية؛ لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية) [المائدة ٣]، وهي نَصٌّ في إكمال الدين.

  ومن أعظم الدين وأهمه وأقدمه وأجسمه بيان الفرقة الناجية ومن يقع الاعتصام به عند الاختلاف بعده ÷ ويقوم مقامه؛ إذ قد عُلِمَ من دينه ضرورة أنه لا نبي بعده، وإلَّا كان مهملاً لأُمته، وغير مُكْمِلٍ لشريعة ربه، وحاشاه عن ذلك صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  (وقوله ÷: «ما تركت شيئاً يُقربكم إلى الجنة إلَّا دللتكم عليه ..»⁣(⁣١) الخبر) عن ابن عمر من أحاديث السيلقية⁣(⁣٢): «ليس شيءٌ يباعدكم من النار إلَّا وقد ذكرته لكم، ولا شيءٌ يُقربكم من الجنة إلَّا وقد دللتكم عليه، إن روح القدس نفث في رُوْعِي⁣(⁣٣) أنه لن يموت امرؤ حتى يستكمل رزقه؛ فأجملوا في الطلب»⁣(⁣٤)، ومن غير السيلقية عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله ÷ فقال: «ما علمت شيئًا يُقربكم من الجنة ويُباعدكم من النار إلَّا وقد أمرتكم به، ولا علمت شيئًا يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه، ألا وإنه لن تموت نفس حتى تستكمل ما كَتَبَ الله لها من رزقٍ ..» إلى آخره⁣(⁣٥).

  وذلك (بآية المودة) وهي قوله تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ


(١) وروى نحوه في الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى #.

(٢) مؤلفها هو زيد بن عبدالله بن مسعود الهاشمي أبو القاسم المعروف بالشريف السيلقي، له الأربعين المعروفة بالسيلقية. (الجداول الصغرى باختصار).

(٣) الروع بضم الراء: القلب، وبفتحه: الفزع. تمت من هامش (أ).

(٤) رواه في السيلقية.

(٥) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وابن أبي شيبة في مصنفه، وهناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في القناعة والعفاف، والبغوي في شرح السنة.