عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الكلام على انفراد التكليف العقلي عن السمعي]

صفحة 89 - الجزء 1

  «إذا أطاق الغلام صيام ثلاثة أيام وجب عليه الصيام»⁣(⁣١)، وما رواه الأسيوطي⁣(⁣٢) في الجامع الكبير عن ابن عباس⁣(⁣٣) عن النبيء ÷ أنه قال: «تجب الصلاة على الغلام إذا عقل، والصوم إذا أطاق، والحدود والشهادة إذا احتلم⁣(⁣٤)»، وأما خبر ابن عمر فلا دلالة فيه على ما زعموه من تحديده بخمس عشرة سنة، وهذا هو اختيار مؤلف الأساس قدس الله روحه في الجنة، ذكره في الاعتصام.

  وقالت الإمامية: لا يصح افتراق التكليف العقلي والسمعي أصلاً.

  وقال مؤلف الأساس - قدس الله روحه في الجنة - حين سألته ما لفظه: إن الله لا يترك عباده أهل الحِجَا الحُجَّة عليهم هملاً قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِيرٌ}⁣[فاطر: ٢٤]، وأما من سلبهم الله تعالى الحجا الحجة فهم بهائم. انتهى.


(١) رواه الإمام الهادي # في الأحكام، ورواه في الجامع الكافي، ورواه السيوطي في الجامع الكبير وعزاه إلى المعرفة لأبي نعيم وإلى الديلمي، وقال المحقق: أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة، وأخرجه عبدالرزاق.

(٢) هو عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين [مولده] ٨٤٩ هـ: حافظ مؤرخ أديب. نشأ في القاهرة يتيماً (مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزوياً عن أصحابه جميعاً، كأنه لا يعرف أحداً منهم، فألف أكثر كتبه، وبقي على ذلك إلى أن توفي [سنة] ٩١١ هـ. من كتبه: الإتقان في علوم القرآن، والجامع الصغير في الحديث، وجمع الجوامع ويعرف بالجامع الكبير، [وغيرها]. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب أبو العباس الهاشمي، حبر الأمة، وترجمان القرآن، ولد قبل الهجرة، وحنّكه النبي ÷ بريقه ودعا له، ويسمى البحر لسعة علمه، وهو أحد الستة المكثرين في الرواية، وكان أكثرهم فتيا وأتباعاً، وكان عمر وغيره يرجعون إليه، واستعمله علي # على البصرة وتوفي بالطائف سنة سبعين. قلت: وفي الاستيعاب والإصابة وغيرهما: سنة ثمان وستين. قال في الطبقات: بعد أن كف بصره، وفي الرواية أنه من البكاء على الوصي #، وصلى عليه محمد بن الحنفية، وقبره بالطائف مشهور مزور. (لوامع الأنوار باختصار).

(٤) الجامع الكبير: (٢: ٢١) رقم (٥٢٩٢) وعزاه إلى الموهبي في العلم عن ابن عباس ورواه ابن عدي في الكامل.