[أقسام النظر وما هو الواجب منه]
  النبيء ÷ بقوله: «كل مولود يولد على الفطرة ...» الخبر(١).
  وقد ذكر مثل هذا الإمام الكبير محمد بن القاسم في كتاب الهجرة والإمام القاسم بن علي العياني $ وغيرهم، وروي عن الفقيه حميد الشهيد(٢) | وغيره أيضاً، ويمكن أن يحتج له بقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم ٣٠].
  وأما في الدار الآخرة فقال السيد مانكديم #: إن المحتضر وأهل الآخرة يعرفون الله تعالى ضرورةً، قال: وقد خالف فيه أبو القاسم البلخي(٣) وقال: إنه تعالى كما يعرف دلالةً في دار الدنيا فكذلك في دار الآخرة؛ لأن ما يعرف دلالةً لا يعرف إلا دلالةً، كما أن ما يعرف ضرورةً لا يعرف إلا ضرورةً.
(١) رواه المؤيد بالله # في شرح التجريد والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والإمام عبدالله بن حمزة # في العقد الثمين، وراه في مصنف عبدالرزاق، والبخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، والترمذي في سننه، وقال: حسن صحيح، وأبو داود في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، ومالك في الموطأ، والطبراني في الكبير والأوسط، وابن حبان في صحيحه، والطيالسي في مسنده، وأبو نعيم في الحلية، ورواه في جامع معمر بن راشد وغيرهم كثير.
(٢) هو حميد بن أحمد بن محمد المحلي الوادعي الصنعاني الهمداني الفقيه العلامة بحر العلوم الزاخر وبدر الفضائل السافر كان وحيداً في عصره فريداً في دهره أنفق عمره في العلم والعمل والرد على المخالفين لأهل بيت رسول الله ÷ والنشر لفضائلهم كان من أعيان شيعة المنصور بالله عبدالله بن حمزة سلام الله عليه على صغر سنه ثم جد في نصرة الإمام أحمد بن الحسين الشهيد حتى أكرمه الله بالشهادة بين يديه وله كرامات منها ما اشتهر من تأذين رأسه بألفاظ الأذان بعد قطعه ومن أجل مؤلفاته الحدائق الوردية وكتاب العمدة في أصول الدين ومحاسن الأزهار في فضائل إمام الأبرار. (لوامع الأنوار باختصار). وفي أعلام المؤلفين: استشهد يوم الجمعة ثاني شهر رمضان سنة ٦٥٢ هجرية في معركة بنقيل الحصبات من بلاد ثلا ومشهده بقرية رحبة من بلاد السودة بجهات عمران، وأفاد أن مولده ٥٨٢ هجري.
(٣) هو أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي العالم المشهور، كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم الكعبية، توفي مستهل شعبان سنة سبع عشرة وثلاثمائة. والكعبي نسبة إلى بني كعب، والبلخي نسبة إلى بلخ إحدى مدن خراسان. (وفيات الأعيان باختصار).