(باب الاسم والصفة)
  ويتفرع على هذه المسألة تسميةُ المعدوم شيئاً، فمن أثبت الذوات في العدم سَمَّى المعدوم شيئاً حقيقةً، ومن لا فلا يسميه شيئاً حقيقةً، بل مجازاً، كقوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}[الحج: ١]، ويدل على هذا قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً}[مريم: ٩]، [وقوله تعالى: {أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}[مريم: ٦٧]](١)، وغير ذلك من آي القرآن، وقوله ÷: «كان الله ولا شيء»(٢)، وروي عنه ÷ في بعض خطبه: «إن الله مُشَيِّئ الأشياء».
(باب الاسم والصفة)
  إنما جرت عادة أهل علم الكلام بذكر الاسم والصفة؛ لِمَا يتعلق بهما من أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته.
[الاسم ومعناه والخلاف في ذلك]:
  و (الاسم) في اللغة - وهو المراد هنا -: ما صَحَّ إطلاقه على ذاتٍ، سواء كان اسماً نحويَّا كـ «زيد» أو فعلاً نحويَّا كـ «ضرب ويضرب».
  وأما حَدُّ الإمام # للاسم فإنما هو باعتبار اصطلاح أهل النحو، فقال: هو (كلمة تدل وحدها على معنىً غير مقترنٍ بزَمَنٍ وضعاً). فقوله: «كلمة» تعم(٣) الاسم والفعل والحرف، والمراد بالكلمة هُنَا: اللفظ الموضوع، وقوله: «تدل» يخرج المهملات كـ «كادث، ومادث»، وقوله: «وحدها» يخرج الحرف، فإنه يدل على معنىً لا مستقلاً بنفسه، وقوله: «غير مقترن» يخرج الفعل، ويخرج بقوله: «وضعاً» نِعْمَ وبئس ونحوهما من سائر الأفعال غير المتصرفة، فإن أصل
(١) ساقط من (أ).
(٢) رواه الأمير الحسين # في ينابيع النصيحة والإمام عزالدين # في المعراج، ورواه السيد حميدان #. أفاده السيد العلامة علي بن محمد العجري ¦ في مفتاح السعادة، ورواه النسائي في سننه والحاكم في مسنده وصححه، وروى نحوه البخاري في صحيحه بلفظ: «كان الله ولم يكن شيء غيره»، وروى نحوه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في سننه.
(٣) في الأصل: يدخل فيه الفعل والاسم والحرف والمهمل. وما أثبتناه من (أ، ب).