[الكلام على لفظ رحمن ورحيم]
  وكما (قال الشاعر) وهو النابغة الذبياني(١) يصف قرن ثور الوحش خارجاً من جنب صفحةِ كلبِ الصيدِ حين أرسله على الثور فنطحه: (كأنه) أي: القرن
  ( ... خارجاً من جنب صفحته) ... ............................
  أي: من جهة صفحة الكلب، والصفحة: الجنب، أي: من جهة جانب الكلب:
  ....................... ... (سَفُّودُ شَربٍ نَسَوْهُ عند مفتأد)
  السَّفود - بالتشديد وفتح السين -: الحديدةُ التي يُشْوَى بها اللحم، والشَّرب - بفتح الشين -: الجماعة يجتمعون على الشراب، وهو جمع شَارِب مثل: صاحب وصَحْب، ثم يجمع الشرب على شُروب، قال الأعشى(٢):
  هُوَ الواهبُ المُسْمِعَات الشُّرو ... بَ بين الحريرِ وبين الكَتَن
  والمفْتَأدُ: التنور والموضع الذي يُشوى فيه اللحم.
  (وأضيف) أي: الجنب (إلى اسم الله تعالى لأنه عبارة عن طاعته تعالى) فكما تضاف الطاعة إلى الله تعالى يضاف ما هو عبارة عنها إليه تعالى، ومثل هذا قوله:
  أما تَتَّقِين الله في جنب عاشقٍ ... له كَبِدٌ حَرَّى عليكِ تَقَطَّعُ
[الكلام على لفظ رحمن ورحيم]
  قال #: (و) أما (رحمن ورحيم) فإنهما (حقيقتان دينيتان) كالمؤمن والكافر (لا لغويتان) في حقه تعالى، أي: أُطلقتا عليه جل وعلا بتعليم الشارع وأمره؛ (لأنهما لو كانا مجازاً) في حقه تعالى عبَّر بهما عن المُسبل النعم(٣) على العباد والممهل العصاة والقابل التوبة ونحو ذلك - (لافتقرا إلى القرينة)؛ إذ لا بد لكل
(١) هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة، شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) ميمون بن قيس بن جندل، من بني قيس بن ثعلبة الوائلي أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له: أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات، عاش عمراً طويلاً، وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة قرب مدينة الرياض، وفيها داره وبها قبره. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٣) في الأصل و (أ): المنعم. وفي (ب): النعم.