عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [وما يفعله الله قطعا لا يقال بأنه واجب عليه]

صفحة 405 - الجزء 1

  (لنا) حجة عليه: (حصول الالتطاف بالمواعظ) والخطب ونحوها، والتذكير بالأمم الماضية وما نزل بهم من الهلاك (وهي فعل الغير) أي: غير الملتطِف بلا شك، وإلَّا فما فائدة الوعظ والتذكير؟ (و) كذلك يحصل الإلتطاف (بأموات القرون الماضية وتهدم مساكنهم) فإنه يحصل بذلك عبرة للمعتبر وتذكرة للمدَّكر (وهي) أي: القرون الماضية (متقدمة) بأوقات كثيرة.

(فصل): [وما يفعله الله قطعا لا يقال بأنه واجب عليه]

  (وما يفعله الله تعالى) من المصالح الدينية والدنياوية (قطعاً) أي: علمنا أن الله سبحانه يفعله قطعاً؛ لأنه جل وعلا أخبرنا بذلك وقضت به حكمة العدل - (لا يُقال: بأنه واجب عليه تعالى؛ لإيهامه التكليف) أي: لإيهام ذلك كون الله جل وعلا مكلفاً بذلك الواجب؛ لأن الوجوب فيه تحميل الكُلفة والمشقة، وما أوهم الخطأ لم يَجُزْ إطلاقه على الله تعالى، (ولأن الطاعات) لله سبحانه وتعالى (شكر) له جل وعلا؛ (لِما يأتي إن شاء الله تعالى) في كتاب النبوءات. (فالثواب) حينئذٍ (تَفَضُّل مَحْضٌ) أي: خالص عن شائبة الوجوب وإن كان في مقابلة الطاعة على سبيل التفضل من الله سبحانه حيث جعله في مقابلة عمل يسير، هو في الحقيقة شكر له تعالى؛ لأنه لا يجب على المشكور على النعمة السالفة نعمةٌ أخرى توازي شكر الشاكر له، (ولأن خلقه تعالى للحيوان) على اختلاف أجناسه (كإحضار) قوم (محتاجين إلى الطعام، وإعدادَه تعالى للجزاء) للمكلفين (كنصب مائدة سنية) أي: عظيمة فيها من ألوان الطعام ما يُعجب ويُرَغِّب، (وامتحانَهم) أي: امتحان المكلفين بالتكاليف والآلام والمحن ونحو ذلك (كجعل الطريق إليها) أي: إلى تلك المائدة، (وتمكين المكلف) من فعل ما كُلِّف به بخلق القدرة والآلة وإزاحة المانع (كتيسير تلك الطريق) وتسهيلها للسالك، (وفعل الألطاف) للمكلفين (كنصب العلامات) الواضحة على تلك الطريق (كي لا يسلك غيرها) أي: لئلا يسلك غير تلك الطريق، (وإرسالَ الرسل) من الله تعالى (كالنداء إليها)