(تنبيه)
  وأما رجوعه ÷ إلى التوراة في رجم اليهودي فأراد ÷ تكذيبهم وأن الرجم ثابت في شريعتهم؛ لأنهم أنكروه وكتموه.
  وأما الاحتجاج بالآيات المتقدمة فلا يدل على ما ذكروه؛ لأن المراد الاقتداء بالأنبياء $ في إيثار طاعة الله سبحانه والصبر على ما يلقاه من أذى المشركين، وفيما ألحقُ فيه واحدٌ كأصول الدين وما لم ينسخ من الشرع، والله أعلم.
(تنبيه)
  هل كان ÷ مكلفاً قبل البعثة بشرعٍ أوْ لا؟
  الأقرب: أنه كان ÷ مكلفاً بشرع وإن لم نعلم كيفيته؛ لقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِيرٌ}[فاطر ٢٤]، ونحوها.
  وحكى الإمام المهدي # عن أبي علي وأبي هاشم وأبي عبد الله البصري أنه ÷ لم يكن مُتعبداً بشرع.
  وحُكي عن بعضهم التّوقُّف.
  والحق ما ذكرناه، يؤيده قول الهادي # في كتاب (البالغ المُدرك): وليست فترة من الهدى ولكنها فترة من الرسل، وفيها كتبه وحُججه وبقايا من أهل العلم يُحيون العلم ويَحيون به ... إلى آخره. وقوله # في كتاب (الديانة): وندين بأن حجة الله قائمة على أهل الفترات البالغين الأصحاء السالمين بفطر عقولهم وما يجدونه في أنفسهم، وما يرونه في سماوات الله وأرضه، وما يأتي به الليل والنهار من عجائب تدبيره، وما قد ورد عليهم من أخبار الأنبياء المتقدمين وأخبار كتبهم وشرائعهم وأحكامهم ... إلى آخره.