المهذب في فتاوي الإمام المنصور بالله،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مؤلف المهذب محمد بن أسعد

صفحة 9 - الجزء 1

  وكانت الأوامر النبوية جارية فيها على الوجه الذي هي جارية في هذه النواحي ... إلى أن يقول: وكانت الأموال تصل في كثير من السنين من جهتهم ولم يعلم أنه اجتمع لأحد من أئمتنا $ ما اجتمع له من انتظام أمور اليمن والحجاز وجيلان وديلمان قبله # وكذلك جميع من جهات الري من الزيدية كلهم اعتقدوا إمامته # وعلا صيته في الأقطار.

  وفي ذكر عماله # ص ١٦٩ في الحدائق: واستمر أمره في نواحي جيلان ويدلمان على وفق الأوامر الإمامية على أيدي داعييه محمد بن أسعد، ومحمد بن قاسم بن بصير، وانتظمت الأمور فيها أشد الانتظام، وأقيمت الحدود وجرت الأحكام.

  وهذه المقتطفات تدل أن المترجم مؤلف ومرتب المهذب كان داعياً ووالياً للإمام المنصوربالله عبدالله بن حمزة مع شخص آخر، وقد تمكنا من الدعوة للإمام بين زيدية الجيل والديلم وتوليا الأمور ردحة من الزمن استمرت من سنة ٦٠٣ هـ إلى سنة ٦٠٦ هـ، وربما بعدها إلى سنة ٦٠٨ هـ، وهو تاريخ آخر كتاب وصل الإمام من الجيل والديلم، وكانت مكاتبتهما تصل إلى الإمام كما ذكر # في كتاب له إلى ملك الجيل واسمه «سالوك بن فيلواكوش» منه:

  أما بعد فإن مطالعة الشيخين الأمينين الداعيين إلى الله تعالى وصلت إلينا إلى أرض اليمن في شهر ربيع الأول من سنة ست وستمائة يذكران فيها ما انطوت عليه همتك من الشهامة، وما تقلدت بمعونة الله من الزعامة ... إلخ؛ انظر مجموع رسائل ومكاتبات الإمام بتحقيقنا. وشخصيتان لهما هذا الدور الكبير لا شك أنهما عظيمتان مجاهدتان. ووصف الإمام لهما يدل على علو مكانتهما عنده وعلى جهادهما ودورهما. وليس بين يديّ ما استخلص منه تاريخ رجوع المؤلف محمد بن أسعد إلى أرض اليمن، وجمعه وترتيبه وتهذيبه لهذا الكتاب، إلا أن نسخة السيد محمد بن الحسن العجري المؤرخة بيوم السبت في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة ٦٤٤ هـ، تبين حياة المؤلف إلى