الأنموذج الخطير في ما يرد من الإشكال على آية التطهير،

الإمام عبدالله بن الحسن (المتوفى: 1256 هـ)

[الجواب عن أن المنصوص عليه في الآية إرادة الإذهاب لا الإذهاب نفسه ولا يلزم من وقوع الإرادة وقوع المراد]

صفحة 12 - الجزء 1

  قلت: ليدل [على] أن إذهاب الرجس واقع على أكمل⁣(⁣١) الوجوه وأتمّها من حيث أنه حصر إرادته لهم في إذهاب الرجس والتطهير ونزّل سائر المرادات من جميع النعم والمصالح منزلة غير المراد مع عظمها وجلالتها وظهورها، لأن إذهاب الرجس هو أكبر النعم من حيث تعلقها بالدين بخلاف غيرها من النعم.

  فإن قلت: فعلام دلت الآية؟

  قلت: على العصمة من وجوه:

  الوجه الأول: أنه قصر الإرادة على الإذهاب للرجس⁣(⁣٢).

  الوجه الثاني: أنه أثبت إذهاب الرجس أولاً ومن لازمه ثبوت التطهير ولم يكتف به حتى صرح بإثبات التطهير.

  الوجه الثالث: أنه لم يكتف بإثبات التطهير حتى أكده بقوله {تَطۡهِيرٗا ٣٣}.

  الوجه الرابع: أنه أتى باللام في قوله: {لِيُذۡهِبَ} المؤكدة لإرادة الإذهاب، وأصله: إنما يريد الله ليذهب فزيدت اللام لتأكيد تعلق الإرادة بالإذهاب كما زيدت لتأكيد الإضافة في قولهم: (لا أبا لك).

  الوجه الخامس: أنه قرنهم في الحكم بالنبي⁣(⁣٣) ÷ المعصوم قطعاً ولم يثبت لهم وحدهم إشارة إلى أن حكمهم حكمه ÷(⁣٤).


(١) فيكون المعنى أشمل.

(٢) وأداة القصر والحصر {إِنَّمَا}.

(٣) فالنبي ÷ أحد الأفراد (الخمسة) (وذريتهم) المحكوم عليهم.

(٤) لأنه أحد الخمسة أهل الكساء وللرواية التي رواها المرشد بالله بسنده، قال حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عبادة عن ابن عباس ® عن الرسول ÷ في قول الله ø {إِنَّمَا يُرِيدُ} الآية، فأنا وأهل بيتي مطهرون.