العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خروج الإمام زيد بن علي #]

صفحة 107 - الجزء 1

[خروج الإمام زيد بن علي #]

  وكان زيدٌ # قد وعد أصحابه للخروج ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، فخرج قبل الأجل لمبادرة القوم له بالطلب، فخاف أن يوقف عليه وهو على غير أهبة، فخرج ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم، في ليلة شديدة البرد من دار معاوية بن اسحاق، فرفعوا الهرادي فيها للنيران⁣(⁣١) ونادوا بشعار رسول الله ÷، وكان ديوانه قد انطوى من أهل الكوفة على خمسة عشر ألف مقاتل، غير أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان، والرَّي وجرجان، فلم يف له إلاَّ القليل، وسلك أهل العراق معه مسلكهم مع جده الحسين [بن علي]⁣(⁣٢) #، فلما ظهر واجتمع إليه من اجتمع، وأقبلت إليه جنود أهل الشام، وكانوا في اثني عشر ألف مقاتل من أهل الشام سوى جند العراق، فحمل عليهم # في أصحابه كأنه الليث المغضب فَقُتِلَ منهم أكثر من ألفي قتيل بين الحيرة والكوفة، وظهرت آيات النصر له ولأوليائه، ولكن الناس إختاروا الذل على العزّ، والعذاب على المغفرة، فنعوذ بالله من سوء الإختيار. وعمل يوجب الخلود في النار، واستقبل زيد # الناس فقال أين الناس؟ فقيل: إنهم حشروا إلى المسجد وحبسوا فيه، فقال ما يسعنا عندالله خذلانهم فهزم # جنود أهل الشام حتى أتى المسجد فصاح بأهل المسجد: الخروج⁣(⁣٣) وما كان معهم من يقدر على منعهم، ولكن أخلدوا إلى الدنيا وخذلوا من وجب عليهم


(١) في (ج): فيها النيران.

(٢) زيادة في (ب).

(٣) في (أ): للخروج، وفي (ب، وج): الخروج.