نصره، وصاح بهم نصر بن خزيمة العبسي⁣^(⁣١) | فقال: يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز، اخرجوا إلى خير الدنيا والآخرة، وأدخل أصحاب زيد الرايات من عقود أبواب المسجد على القوم حجة عليهم، فتغافلوا عن ذلك لشقاوتهم، فلما كان يوم الخميس اشتد القتال، فحمل عليهم زيد بن علي # وأصحابه فَقُتِلَ من أهل الشام أكثر من مائتي فارس، فلما كان يوم الجمعة باكروه بالقتال، فحاربهم يومه، وقد انصرف أكثر الناس عنه.

  وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى العقيقي |، قال: حدثني⁣^(⁣٢) جدي قال: حدثنا عباد قال: حدثنا سعيد بن خيثم⁣^(⁣٣) قال: لما تفرق أصحاب زيد عنه،

(١) نصر بن خزيمة العبسي: أحد الأبطال المجاهدين، وأركان الإمام زيد الصامدين. استشهد مع الإمام زيد # سنة ١٢٢ هـ وأعطى يوسف بن عمر من دل على جثته وجاء برأسه ألف درهم، وصلب مع الإمام زيد وكان نصر ¥ ممن تبع الإمام زيد إلى القادسية بعد خروجه من الكوفة، ومن الذين أصروا على عودته إلى الكوفة والخروج على الطغاة وكان يختبي في داره في الكوفة وعندما تخلف الناس عن زيد بن علي فقال: أين الناس أظنهم فعلوها حسينية؟ فقال نصر بن خزيمة: «أما أنا يابن رسول الله فأضرب بسيفي بين يديك حتى أقتل» وله مواقف مشرفة في التضحية والفداء.

قال في الجداول: أحد أتباع الإمام زيد والرواة عنه، وروى الإمام المرشد بالله بإسناده من طريق أبي حاتم عن أبي اليقظان، قال: نصر بن خزيمة كان من أشجع الناس، كوفي، قتل مع الإمام زيد بن علي، قال الشاعر:

ترى الخيل تبكي أن ترى الخيل لا ترى ... معاوية النهدي فيه ولا نصرا

(٢) في (ج): حدثنا.

(٣) سعيد بن خيثم الهلالي، أبو محمد المتوفي سنة ١٨٠ هـ، عالم، زيدي، محدث، مجاهد من مشاهير أصحاب الإمام زيد بن علي #، والرواة عنه، والمقاتلين بين يديه، له معه مواقف وحكايات لطيفة، وكان أحد الفرسان الأبطال، عده أبو القاسم البغدادي فيمن اشتهر بالأخذ عن الإمام زيد، وشهد مقتله، وجاهد معه، وذكره المزي، والذهبي، وابن حجر، والخزرجي، وابن أبي حاتم، والسيد صارم الدين الوزير فيمن روى عن الإمام وكذلك في طبقات الزيدية والجداول، وثقه أهل الحديث عدا الإمامية، قال النجاشي: ضعيف هو وأخوه معمر رويا عن أبي جعفر وأبي عبدالله @، وكان من دعاة زيد! ولم يذكر مؤلفاته في كتابه الذي اشترط فيه أن لايترجم إلا من له كتاب مصنف. =