[كلامهم في صحة إمامة الإمام وإن أغلق بابه والرد عليهم]
  فاعتذره في لزوم منزله لسنه وضعفه، فأحل عليه، وكان أول قتيل من المسودة الفجرة قُتِل بين يديه، شرك في قتله محمد(١) وعبدالله(٢) ابنا جعفر بن محمد @، ولو شرحنا كل ما علمنا في هذا الباب لخرجنا إلى الإسهاب، وإنما جعلت الإمامية قولها حجة للمتعللين، ووليجة للمتسللين، وشبهة للمتأولين، هدموا بها قواعد النصرة، وقللوا جمع قائم العترة، فشركوا قاتله في دمه وظلمه وباؤا بإثمهم وإثمه، كم بين من يناطح حدَّ السيوف ومن يباشر برد الشفوف، ومن
(١) في (ج): موسى بن جعفر، والأصح محمد.
الإمام محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد السبط بن علي بن أبي طالب الحسيني أبو علي.
قال ابن عنبة: لقبه الديباج لحسن وجهه، ويلقب أيضاً: المأمون روى عن أبيه عن جده، وعنه عبد الرحمن بن محمد بن عمر، وعنه موسى بن حكيم، وموسى بن سلمة، ومحمد بن علي العربضي، ومحمد بن الحسن الجعفري، وعبدالله بن مروان، ومؤمل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وولده الحسين بن محمد، ذكر ذلك في طبقات الزيدية، وقال: قال السيد أبو طالب: كان سخياً شجاعاً، وكان يصوم يوماً، ويفطر يوماً.
قال ابن عنبة: وقد كان محمد الديباج صرح داعياً إلى محمد بن إبراهيم طباطبا فلما مات محمد بن إبراهيم دعا محمد الديباج إلى نفسه، وبويع له بمكة، قال الذهبي سنة مائتين فأمر، فأخذ إلى بغداد، وجيئ به إلى المأمون فعفا عنه، وبقي ببغداد قليلاً، ثم مات بجرجان سنة مائتين وثلاثة، قيل: وصلى عليه وشهد جنازته المأمون. انظر طبقات الزيدية خ / ج ٢ / ص ٢٥٥.
(٢) عبدالله بن جعفر بن محمد: تقدم نسقه في ترجمة أخيه السابقة يروي عن أبيه، عن جده، وعنه محمد بن منصور بواسطة.
قال في كتاب المقاتل بإسنادة إلى حسين بن زيد بن علي: قال: شهدت مع محمد بن عبدالله النفس الزكية من ولد الحسين أربعة: أنا وأخي عيسى، وموسى، وعبدالله بن جعفر بن محمد.
وفي أخرى: عن حسين بن زيد قال: كان عبدالله بن جعفر مع محمد بن عبدالله، ورأيته بارز رجلاً من السود فقتله كذا في الشافي.
قال: وكان أول قتيل من السود اشتركا في قتله - يعني عبدالله، وأخوه محمد أو موسى - وقال الإمام المرشد بالله: رويا عن الناصر، وكان أول قتيل فيه من السود بين يدي محمد بن عبدالله اشترك في قتله موسى وعبدالله ابنا جعفر، وكانا حاضرين معه في جميع جهاده حتى قتل، وأعطيا بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تعالى بذلك. انظر طبقات الزيدية خ / ج ١ / ص ٤٦٩.