[كلامهم في صحة إمامة الإمام وإن أغلق بابه والرد عليهم]
  يكتنى برهج العنيزة، ومن يستشعر المسك والعنبر، ومن يساور ليوث الصدام، ومن يسامر حور الخيام:
  يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب
  من كان يخضب [خده بدموعه] ... فنحورنا بدمائنا تتخضَّبُ
  أين من ينص لبيض الضبا جبينه ... ممن تلاعب جاءذره وعينه(١)
  شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيَّان أخي جابر
  كيف يحوز شرف الإمامة من جعل الظالم إمامه؟ وأمضى بزعمه أحكامه؟
  فإن قيل: إن علياً # قد أغضى للقوم على القذا وصبر على مر الأذى، وإمامته مستقيمة، وعقود ولايته سليمة.
  قلنا: إنَّ علياً # لم يُغفل الطلاب، ولا عطَّل حكم الكتاب، بل أوضح البرهان في مقام بعد مقام، وشرح صورة حاله في النثر والنظام، وكانت أمور القوم جارية على الإستقامة في نظام شرائع الإسلام، حتى قال #: أسلم ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن الظلم إلاَّ في حقي.
  ولما أراد عثمان إسقاط الحد في الوليد بن عقبة أقامه # بيده، وأراد قتل عبيدالله بن عمر بالهرمزان حتى أمره عثمان بالإنهزام عن المدينة وأقطعه بالكوفة الموضع المعروف بكوفية ابن عمر، ولما قتل عثمان لحق بمعاوية وكان من أقوى أنصاره حتى قُتل على ضلالةٍ بصفين، فهل علمت أيها السامع، أن أئمة الضلال في أعصار أهل البيت $ الذين ادعت الإمامية إمامتهم هل سلموا أمور المسلمين من العدوان أو نهوا عن الطغيان أو قسموا سوية، أو عدلوا في رعيّة أو أنصفوا في قضية؟ تأمَّل معاني الإيراد والإصدار، لتنجو غداً من عذاب النار.
(١) يُتأمل ويبحث عنه في موسوعة الشعر.