العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في صحة إمامة الإمام وإن أغلق بابه والرد عليهم]

صفحة 177 - الجزء 1

  وكذلك الكلام في الحسن بن علي @ فإنه تجرد لحرب القوم وأنهد إليهم الجنود وحشد الناس وخرج فيهم حتى وثبت عليه عسكره وظهر فجوره ومنكره، فجرحوه جرائح مثخنة صادقة، وهتكوا سرادقه، ونهبوا بيت ماله، وذهبوا بأكثر رجاله، فسالم # معاوية على شرائط استامها، أن لا يعرض لأحد من المسلمين بمكروه ولا محذور، ولا يتعدى شرائع الإسلام في ظواهر الأمور، فأقام كذلك وعلى ذلك حتى اعتل ولي الله وابن نبيه بالسم، فلما مات الحسن خلع الملعون عذار⁣(⁣١) الرسن فتعدى في الأحكام، وخلع ربقة الإسلام، فقيل للحسن⁣(⁣٢) بن أبي الحسن البصري: متى ذل الناس؟ قال: يوم مات الحسن بن علي، وقتل حجر⁣(⁣٣) بن عدي، وكان الحسين بن علي # مبايناً لمعاوية أيام حياته⁣(⁣٤)، بالعداوة


(١) في (أ): خلع الملعون عذار الرسن، وفي (ب): حذر الملعون عدلة الدين، وفي (ج): خلع الملعون عذار الدين.

(٢) الحسن البصري: الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، أبو سعيد، مولى أم سلمة، (٢١ - ١١٠ هـ) كان إمام أهل البصرة، ومن عظماء التابعين، وكبارهم، اشتهر بعلمه وزهده وتقواه، وهو من أشهر المحدثين، أخباره كثيرة، ومناقبه وفيرة، وفي سيرته كتب. انظر أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم، ومعجم رجال الإعتبار، ومعجم الرواة في آمالي المؤيد بالله ١٥٤، الجداول خ، طبقات الزيدية خ، رأب الصدع ٣/ ١٧٢٥، معجم رجال الحديث ٤/ ٢٧٢، معجم المفسرين ١/ ٨٤، الأعلام ٢/ ٢٢٦، تهذيب الكمال ٦/ ٩٥.

(٣) حجر بن عدي: بن جبلة الكندي، ويسمى حجر الخير المتوفى سنة ٥١ هـ صحابي، شجاع، خير من المقدمين، وفد على رسول الله ÷ وشهد القادسية، ثم كان من أصحاب أمير المؤمنين، وشهد معه الجمل، وصفين، وسكن الكوفة إلى أن قدم زياد بن أبيه والياً عليها، فضايقه لمعرفته بحبه لأمير المؤمنين وولائه لآل البيت، وطلب منه أن يسب علياً ويتبرأ منه فأبى هو وبعض أصحابه، فجيء به إلى معاوية إلى دمشق، فأمر معاوية بقتله قبل أن يصل إليه فقتل في مرج عذراء قريب دمشق مع أصحاب له في قصة مثيرة ومحزنة، وأخباره طويلة، وفي سيرته وقصة استشهاده كتب عدة، ومحل قبره الآن يسمى عذراء بالذال والراء، وهو مشهور مزور، زرته في محرم سنة ١٤١٩ هـ. المصادر: انظر معجم رجال الإعتبار وسلوة العارفين (تحت الطبع)، الأعلام ٢/ ١٦٩، طبقات ابن سعد ٦/ ١٥١، أعيان الشيعة ٤/ ٥٦٩ - ٥٨٧.

(٤) في (ب، وج): مبايناً لمعاوية أيام حياته بالعداوة. وفي (أ): أيام حياته ثم امتنع.